راعى الإسلام فطرة الإنسان في محبتها للتزين وحرصه عليه، وضبط الزينة بأحكام وضوابط تشبع فطرتها وتراعي شرع الله تعالى، ومن مسائل الزينة التي يلجأ لها البعض: تشقير الحواجب بالليزر؛ فما حكم تشقير الحواجب بالليزر؟ وما حكم صبغها؟ آتيًا بيان ذلك مع توضيح مجموعة من المسائل المتعلقة بزينة المرأة.
محتويات
هل تشقير الحواجب بالليزر حرام؟
تشقير الحواجب بالليزر من المسائل الحديثة التي اجتهد فيها العلماء، وذهبوا فيها إلى قولين؛ فمنهم من أجاز تشقير الحواجب بالليزر،[١] ومنهم من حرمه،[٢] وأكثرهم يرى جواز تشقير الحواجب بالليزر؛ باعتبار أنّ استخدام الليزر لجسم مباح، لا حرمة فيه، واشترط المجيزون لتشقير الحواجب بالليزر الشروط الآتية:[٣][٤]
- الشرط الأول: أن لا يكون في عمل التشقير ارتكاب لأمر منهي عنه؛ كنمص الحواجب.
- الشرط الثاني: أن لا يترتب على استعمال الليزر أي ضرر طبي، أو أي مضاعفات صحية.
- الشرط الثالث: أن لا يكون فيه تدليس -أي خداع- لخاطب.
- الشرط الرابع: من العلماء من اشترط لجواز تشقير الحواجب أن يكون للزوج؛ أي أن تُظهره المرأة لزوجها فقط، ولا تُظهره للرجال الأجانب.
ما حكم تشقير الشعر بين الحاجبين بالليزر؟
يجوز للمرأة أن تشقر ما بين حاجبيها، وهذا من باب أولى،[٥] فقد قال العلماء بجواز تشقير كامل الحاجبين؛ فتشقير الشعر بين الحاجبين أولى؛ لأنّ بعض العلماء أجاز نتف الشعر الموجود بين الحاجبين، وأباح النمص فيما بينهما، فالتشقير من باب أولى.[٦]
هل تشقير الحواجب بالليزر يفطر؟
إنّ تشقير الحاجبين لا يؤثر على صحة الصيام،؛ لأنّ الإفطار لا يكون إلا بطعام وشراب، أو ما هو في معنى الطعام والشراب، والتشقير ليس طعامًا ولا شرابًا، ولا هو في معنى الطعام والشراب، ويُقصد بما في معنى الطعام والشراب: الإبر المغذية والقطرات ونحوها.[٧]
ما حكم صبغ الحواجب؟
إنّ صبغ الحواجب بألوان الصبغ جائز عند العلماء؛ لأنّ صبغ الحواجب ليس من الأمور المنهي عنها كالنمص، ولأنّها مجرد ألوان فتشبه في ذلك الكحل، ويُشترط لذلك:[٨][٩]
- ألا يكون فيه تدليس على خاطب.
- ألا يكون فيه تشبه بغير المسلمين.
- ألا يُظهر للأجانب.
ما حكم رسم الحواجب؟
تعددت أقوال العلماء في حكم رسم الحواجب تبعًا للطريقة المستخدمة في الرسم؛ فإن كان الرسم من خلال الوشم بتقنية الميكرو بليدنج؛ فذهب العلماء إلى حرمته؛ لأنّ قد يترتب عليه من ضرر؛ لكونه يتم بالوشم الذي يستدعي حقن الحاجب بمادةٍ، كما أنّ استعمال هذه التقنية قد يستدعي إزالة شعر الحاجب، وهو أمر محرّمٌ شرعًا،[١٠] أما إن كان رسم الحاجب بالكحل ونحوه لتعبئة فراغ أو إخفاء عيب، أو رسمها بالليزر دون غرز أو حشو؛ فإنّ ذلك جائز ولا بأس فيه.[١١]
الضوابط العامة للزينة
وضعت الشريعة الإسلامية أحكامًا وضوابط عامةً للزينة سواءً للرجال والنساء، ومن هذه الضوابط:[١٢]
- ألا يكون في الزينة تشبه للرجال بالنساء أو العكس.
- ألا يكون في الزينة تشبه بغير المسلمين.
- ألا يكون في الزينة إسرافٌ ومبالغة.
- ألا يكون في الزينة تغيرٌ لخلق الله تغييرًا ثابتًا.
- ألا يكون في الزينة غش أو تدليس على خاطب.
- ألا تكون الزينة حرامًا في ذاتها؛ كلبس الذهب للرجال.
- ألا يترتب على الزينة ضرر أو ارتكاب محظور شرعًا؛ ككشف العورة أو نحو ذلك.
المراجع[+]
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1102. بتصرّف.
- ↑ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة، صفحة 103-104. بتصرّف.
- ↑ "هل يجوز تشقير جزء من الحواجب للمرأة؟"، دار الإفتاء الأردنية، 4/5/2010، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2024. بتصرّف.
- ↑ "تشقير الحاجبين هل هو من ضروب الحيلة"، إسلام ويب، 20/12/2005، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2024. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 247. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، مسائل الإمام ابن باز، صفحة 221. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 369-370. بتصرّف.
- ↑ "حكم صبغ المرأة شعر الحاجبين بلون البشرة"، موقع عبد العزيز بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2024. بتصرّف.
- ↑ "حكم وضع الأصباغ على حاجب المرأة بحيث يبدو دقيقًا"، إسلام ويب، 26/12/2009، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2024. بتصرّف.
- ↑ "حكم رسم الحواجب بتقنية مايكروبلدينج"، الإسلام سؤال وجواب، 17/2/2019، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2024. بتصرّف.
- ↑ "حكم رسم الحواجب ووشمها بالليزر وغيره"، إسلام ويب، 27/12/2006، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2024. بتصرّف.
- ↑ "تعريف الزينة وضوابطها"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2024. بتصرّف.
ملخص المقال
يُعتبر تشقير الحواجب بالليزر مسألة حديثة، اختلف العلماء فيها بين الجواز والتحريم، وذهب كثير من العلماء إلى القول بجوازها بشروط، منها: مع عدم نمص الحاجب، وعدم التسبب بضرر، وتشقير الشعر بين الحاجبين جائز، كما أنّه ليس للتشقير تأثير على صحة الصيام، وأما بالنسبة لصبغ الحواجب فهو جائز بشرط عدم التدليس أو التشبه بغير المسلمين، كما ذهب العلماء إلى أنّ رسم الحواجب بالوشم حرام، أما بالكحل والألوان أو الليزر دون غرز فهو جائز.
أسئلة شائعة
ذهب كثير من العلماء الذين يقولون بجواز تشقير الحواجب إلى اشتراط ألا يتم إظهارها للأجانب من الرجال، ومن العلماء -خاصةً الذين يقولون بجواز كشف الوجه- من يرى ذلك من الزينة الظاهرة التي لا حرج في إظهارها.
نُقل عن الشيخ ابن عثيمين قوله بأنّ تشقير الحواجب جائزٌ؛ لأنّه ليس فيه صفة النمص وليس فيه تغيير لخلق الله.