أذكار بعد الصلاة المكتوبة
الذكر بعد الصلوات المفروضة من المواطن المستحبة للذكر؛ وذلك لزيادة القرب من الله -تعالى- وشكره على نعمة الصلاة، ورغبةً بما عند الله -تعالى- من الأجر العظيم واستجابة الدعاء؛ فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سُئل: (أيُّ الدعاءِ أسمَعُ؟ قال جَوفَ الليلِ الآخِرِ ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ)،[١][٢] وسنذكر بعض الأذكار المأثورة عن النبي الكريم دبر الصلوات المفروضة فيما يأتي:
- قراءة المعوذات؛ فقد ثبت عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنه قال: (أمرني رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أن أقرأَ بالمُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ)؛[٣] والمعوذات هي سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس.
- ثبت عن ثوبان مولى الرسول الكريم أنه قال: (كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: كَيْفَ الْاسْتِغْفَارُ؟ قَالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ).[٤]
- ثبت عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- أنه كان يقول بعد الانتهاء من كل صلاة: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَلَا نَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ، له النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ له الدِّينَ ولو كَرِهَ الكَافِرُونَ وَقالَ: كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُهَلِّلُ بهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ).[٥]
- ثبت عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: (نَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عن يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُهُ يقولُ: رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَومَ تَبْعَثُ -أَوْ تَجْمَعُ- عِبَادَكَ).[٦]
- ثبت عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أنه قال: (إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يقولُ في دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إذَا سَلَّمَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ، وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ).[٧]
- ثبت عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي الكريم أخذ بيده وقال له: (يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ).[٨]
- ثبت عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أنه قال: (إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان يَقولُ في دُبُرِ الصَّلاةِ: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الكُفرِ، والفَقرِ، وعَذابِ القَبرِ).[٩]
- ثبت عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي الأمين كان يدعو بعد الصلاة المفروضة فيقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ).[١٠]
أذكار بعد صلاة الفجر
ورد في السنة النبوية بعض الأحاديث التي تبيّن الذكر الذي كان النبي الكريم يقوله دبر صلاة الفجر؛ وسنذكرها فيما يأتي:
- ثبت عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت: (إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كان يقولُ إذا صلَّى الصُّبحَ حينَ يُسلِّمُ: اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ عِلمًا نافعًا، ورزقًا طيِّبًا، وعمَلًا مُتقبَّلًا).[١١]
- (مَن قال في دُبرِ صلاةِ الفجرِ وهو ثانٍ رجليه قَبلَ أن يتكلَّمَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ، يُحيي ويُميتُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ عشرَ مرَّاتٍ كَتب اللَّهُ له عشرَ حسناتٍ ومَحا عنهُ عشرَ سيئاتٍ، ورفعَ له عشرَ درجاتٍ وكان يومَه ذلك كله في حرزٍ من كلِّ مكروهٍ وحُرِسَ منَ الشَّيطانِ، ولم ينبغِ لذَنبٍ أن يدرِكَه في ذلك اليومِ إلا الشِّركَ باللَّهِ -تعالى-).[١٢]
أذكار بعد صلاة المغرب
ورد في السنة النبوية بعض الأحاديث التي تبيّن الأذكار التي حث النبي الكريم على قولها دبر صلاة المغرب، والتي سنبينها فيما يأتي:
- (من قال لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ يُحْيِي ويُمِيتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ عَشْرَ مراتٍ على إِثْرِ المغربِ بعث اللهُ له مَسْلَحَةً يَحْفَظُونَه من الشيطانِ حتى يُصْبِحَ وكَتَب له بها عَشْرَ حسناتٍ مُوجِباتٍ ومَحَا عنه عَشْرَ سيئاتٍ مُوبِقاتٍ وكانت له بعَدْلِ عَشْرِ رِقابٍ مؤمناتٍ).[١٣]
- (كان رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرفَ من صلاةِ المغربِ يدخُل فيُصلّي ركعتينِ ثم يقولُ فيما يدعو : يا مُقلّبَ القلوب ثَبّتْ قلوبنا على ديْنِكَ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ! أتَخشَى على قلوبِنا من شيء؟ قال: ما من إنسانٍ إلا وقلبُهُ بين إصْبعينِ من أصابعِ اللهِ -عز وجل-، فإن استقامَ أقامَهُ وإن زاغَ أزاغَهُ).[١٤]
المراجع[+]
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:3499 ، حسن.
- ↑ محمد يعقوب، الأنس بذكر الله، صفحة 114. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:1523، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم:591، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم:594، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح ، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:709 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:6330، صحيح.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 1522، صحيح.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أبي بكرة، الصفحة أو الرقم:942 ، صحيح على شرط مسلم.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:3235، صحيح.
- ↑ رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجه، عن أم سلمة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:762 ، صحيح.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:1/223، صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمارة بن شبيب السبائي، الصفحة أو الرقم:3534 ، حسن غريب.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في نتائج الأفكار، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:3/12 ، حسن من وجه أم سلمة.