محتويات
ما حكم من يصوم ولا يصلي كسلًا؟
إنّ حكم من يصوم ولا يصلي كسلًا مرتبط بشكل وثيق بحكم ترك الصلاة كسلًا مع الإقرار بوجوب فرضية الصلاة، فذهب الإمام أحمد -رحمه الله- وجماعة من السلف على الحكم بكفر تارك الصلاة كسلًا ويُقتل ردةً وهو وجهٌ عند الشافعية والمالكية، وقال الإمام مالك والشافعي -رحمهما الله- إنّ تارك الصلاة ليس كافرًا ولكنّه يُقتل حدًّا عقوبةً له على تركها، بينما قال الحنفية إنّ من ترك الصلاة كسلًا لا يُعدّ كافرًا بل فاسق ويُسجن حتّى يُصلّي.[١]
وعلى هذا فقد اختلف العلماء في حكم من يصوم ولا يصلي، فذهبت جماعة من أهل العلم ومنهم الشيخ ابن باز -رحمه الله- إلى القول ببطلان صيام من لا يُصلي كسلًا لأنّ ترك الصلاة كفر محبط لبقية الأعمال فالصيام بهذه الصفة غير مقبول،[٢] في حين قالت جماعة أخرى من أهل العلم إلى القول بصحة صيام من لا يُصلّي كسلًا وقبوله بإذن الله، مع التشديد في أمر ترك الصلاة كسلًا وعدّه كبيرة من الكبائر، وممّن قال بهذا القول الإفتاء الأردني،[٣] بينما كان للإفتاء المصري رأيٌ آخر، وهو أنّ صيام من لا يصلّي كسلُا صحيح ومُجزئ ولا تلزم إعادته ولكنّ الأظهر أنّه غير مقبول عند الله تعالى، لأنّ ترك الصلاة ذنب عظيم جدًا والصائم يجب أن يتحرّى ترك الذنوب حتّى يكون صيامه مقبولًا والله تعالى أعلم.[٤]
ما حكم من يصوم ولا يصلي جحودًا؟
إنّ ترك الصلاة جحودًا بفرضيتها يُعد كفر مخرج من الملة بإجماع أهل العلم،[٥] وعليه فإنّ من يصوم ولا يُصلّي جحودًا واستخفافًا بالصلاة لا يُقبل منه أي عمل لا صوم ولا غيره من الفرائض والقربات.[٣]
هل يعذب تارك الصلاة في القبر؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: عذاب القبر لتارك الصلاة
هل ترك الصلاة كسلًا ينقص من أجر الصيام؟
ترك الصلاة ذنب عظيم ولا شك في كونه يُنقص أجر الصائم هذا إذا لم يُحبطه، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ"،[٦] فكيف بترك الصلاة أعظم أركان الإسلام.[٤]
هل يقال لتارك الصلاة: اترك الصيام أيضًا؟
لا يُقال لتارك الصلاة: اترك الصيام أيضًا، بل يُذكّر بأهمية الصلاة وضرورة الالتزام بها،[٧] ويُدعى له بالهداية ويُرجى له التوفيق للصلاة كما وفقّه الله تعالى للصوم.[٣]
كما يمكنك أن تدعو لتارك الصلاة بالهداية بالاستعانة بهذا المقال: دعاء الهداية للصلاة
صديقي يصوم ولا يصلّي: ماذا أفعل؟
عند دعوة شخص ما للصلاة قريبًا كان أو بعيدًا لا بدّ مراعاة حاله ومعرفة ما هو الأسلوب الأنسب الذي يؤتي ثماره معه، ومن ذلك:
- تقديم الهدايا والتقرّب من الصديق وإظهار المحبة والود له، وأنّ دعوته للصلاة ما هي إلّا بسبب الخوف عليه من العذاب الذي أعدّه الله تعالى لتارك الصلاة.[٨]
- استخدام أسلوب الموعظة الحسنة والرفق واللين وذكر بعض القصص المؤثرة فيما يخص الموضوع، واللجوء إلى الأسلوب الشديد والهجر عند رؤية الصديق لا يستجيب ولا يتأثر بالأسلوب اللّين.[٨]
- الإكثار من الدعوة له بالهداية والالتزام بالصلاة وتحرّي أوقات الإجابة كوقت السحر وقبل الإفطار ويوم الجمعة، والحرص على أن يكون الدعاء له بظهر الغيب حتّى يكون أرجى للقبول والإجابة.[٩]
- تذكيره بأهمية الصلاة وموقعها من الدين الإسلامي مع لفت نظره إلى عقوبة تركها وأثره في قبول الصيام وبقية الأعمال، وإلى جزاء من يحافظ عليها ويلتزم بها وما أعدّه الله تعالى لعباده المطيعين لأمره من ألوان النعيم في الآخرة.[١٠]
- دعوة هذا الشخص للصلاة جماعة في البيت أو محاولة اصطحابه للمسجد لأداء الصلاة مع المسلمين لعلّ هذا يكون سببًا في التزامه بالصلاة.[١٠]
- إخبار هذا الشخص بأنّ المسلم لا يجب أن يكون خاليًا من الذنوب حتّى يُصلّي بل عليه أن يُصلّي مهما كانت معصيته مع دوام سؤال الله المغفرة والهداية، وأنّ الالتزام بالصلاة في وقتها ليس سهلًا ولكن مع الصبر ومجاهدة النفس سيوفقّه الله تعالى لذلك بإذنه وكرمه.[١٠]
هل يخلّد تارك الصلاة في النار؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: حكم تارك الصلاة
المراجع[+]
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 187. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 35-36. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "يصوم رمضان ولا يصلي فهل يقبل صيامه"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 297. بتصرّف.
- ↑ ناصر العقل، كتاب شرح لمعة الاعتقاد، صفحة 30. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1903، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 4609. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 367. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 179. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 179. بتصرّف.