حكم سماع الشيلات

• ذات صلة
• ما هو حكم الموسيقى
• هل يجوز سماع الأغاني بدون موسيقى

ما حكم سماع الشيلات؟

تعددت أقوال العلماء في حكم سماع الشيلات، وهل الشيلات حرام؛ تبعًا لما إذا رافقت هذه الشيلات موسيقى ومعازف أم لا، وبيان حكم سماع الشيلات آيتًا:

سماع الشيلات دون معازف

ذهب العلماء إلى أنَّ سماع الشيلات التي لا يرافقها أو يصاحبها أيّ نوع من أنواع المعازف أو الموسيقى، والغالب على الشيلات أنّه لا يصحبها معازف، واستندَ علماء المسلمين في هذا الحكم على الحديث الوارد في صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: (دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبو بكر، فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: «دعهما»)،^[١]وفي الحديث إشارة واضحة إلى جواز سماع الشيلات دون معازف.

وقد نقل الإمام النووي كلامًا عن الغناء الذي يحمل معانٍ طيبة، وكانت تغنيه العرب: "إنما كان غناؤهما بما هو من أشعار الحرب، والمفاخرة بالشجاعة، والظهور، والغلبة وهذا لا يهيج الجوارح على شر، ولا إنشادهما لذلك من الغناء المختلف فيه، وإنما هو رفع الصوت بالإنشاد، والعرب تسمى الإنشاد غناء، وليس هو من الغناء المختلف فيه، بل هو مباح، وقد استجازت الصحابة غناء العرب الذي هو مجرد الإنشاد والترنم، وأجازوا الحداء، وفعلوه بحضرة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وفي هذا كلُّهُ إباحةٌ مثل هذا وما في معناه، وهذا ومثله ليس بحرام".^[٢]

سماع الشيلات مع المعازف

ذهب جماهير أهل العلم -الذين لا يرون جواز الموسيقى- إلى أنّ سماع الشيلات مع المعازف غير جائز، وخصوصًا إذا رافقه محرمات أخرى؛ كالغزل الفاحش، والتلهي عن ذكر الله والعبادات.^[٣]

حكم سماع الأغاني

إنَّ سماع الأغاني المجردة عن الموسيقى إن كانت كلامًا حسنًا ليس فيه فحشٌ أو غزلٌ محرمٌ أو شتم ونحوه جائزٌ، لكن الاستماع إلى الأغاني المصحوبة بالمعازف والموسيقى محرّمٌ عند جمهور الفقهاء، وقد استدلُّوا على هذا الحكم بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي:

• من القرآن الكريم:

قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَئِك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)، ^[٤] حيث قيل في تفسير الآية الكريمة: إنَّ لهو الحديث هو الأغاني والملاهي، وقال ابن مسعود في قوله تعالى: "ومن النَّاس من يشتري لهو الحديث" هو -واللهِ- الغناء، والله أعلم. ^[٥]

• من السنة النبوية:

عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلُّونَ الحِرَ والحرير، والخمر والمعازِفَ، ولينزلَنَّ أقوامٌ إلى جنبِ عَلَمٍ، يروحُ عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهِم -يعني الفقيرَ- لِحاجةٍ فيقولوا: ارجِع إلينا غدًا، فيبيِّتُهمُ اللَّهُ، ويضَعُ العَلَمَ، ويمسخُ آخرينَ قِرَدةً وخنازيرَ إلى يومِ القيامَةِ)،^[٦] وفي الحديث إشارة واضحة إلى حرمة المعازف حرمة مطلقة. ^[٧]

ما هي الشيلات؟

الشيلات هي جمع كلمة شيلة، وهي أحد الفنون الشعبية الموروثة في منطقة الجزيرة العربيّة، تحديدًا في المملكة العربية السعودية، وهي نوع من أنواع التغنّي بالشعر، ولكنّها تختلف كلَّ الاختلاف عن المواويل التي تشتهر في كثير من المجتمعات العربية أو الأغاني، والمواويل تقترب من اللغة العادية بسبب كثرة حروف المد فيها، والأغاني تستعمل فيها المعازف، أمّا الشيلات فهي تغنٍِّ بالشعر، وتخلو من المعازف غالبًا.

المراجع[+]

1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:2906، حديث صحيح.
2. ↑ محيي الدين النووي، شرح النووي على مسلم، صفحة 82.
3. ↑ حكم سماع الشيلات, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف
4. ↑ {لقمان: الآية 6}
5. ↑ حكم الأغاني والموسيقى, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف
6. ↑ الراوي: أبو مالك الأشعري، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5590، خلاصة حكم المحدث: معلق
7. ↑ حكم الأغاني وآلات المعازف, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف