محتويات
التعريف بسفانة بنت حاتم
سُفانة بنت حاتم هي صحابية جليلة من قبيلة طيّء، وقد اشتهرت قصّتها وقصّة أخيها عديّ في كتب السِّيَر، ونذكر فيما يأتي نبذة تعريفية عنها:
- اسمها ونسبها
هي سفانة بنت حاتم الطّائي، وهي أخت عديّ بن حاتم الطّائي، ونسبها كاملاً هو: "سُفانة ابْنة حَاتِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ حَشْرَجِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَرْوَلَ بْنِ ثُعَلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْث بن طَيء"،[١] والسّفانة بمعنى الدُّرّة، وقد كان والدها يُكنّى بها، فاشتهر بكنية أبي سُفانة.[٢]
- والدها حاتم الطائي
كان والدها حاتم الطّائي من أشهر الشخصيات العربية في الجاهلية بالكرم والسّخاء والجود ومساعدة الناس، حتى اشتُهر به المثل فيما بعد فأصبح يُقال عن الرجل الكريم جداً: "أكرم من حاتم الطائي"، وقد كان شاعراً معروفاً أيضاً، بل من أشهر شعراء الجاهلية، وهو أمير قبيلة طيء.[٣]
صفات سفانة بنت حاتم
اشتهرت سفانة بنت حاتم -رضي الله عنها- بعدّة صفات، ومن أشهرها ما يأتي:[٤]
- الجمال
حيث كانت -رضي الله عنها- سيّدة جميلة جداً.
- الفصاحة والبلاغة
اشتُهرت سفانة -رضي الله عنها- بفصاحتها وبلاغة أقوالها، ومن ذلك دعاؤها عندما شكرت النبيّ الكريم، فقالت له: "شكرتك يد افتقرت بعد غنى، ولا ملكتك يد استغنت بعد فقر، وأصاب الله بمعروفك مواضعه، ولا جعل لك إلى لئيمٍ حاجة، ولا سلب نعمة كريم إلا وجعلك سبباً لردها عليه".[٥]
- الحزم والذكاء
كانت سفانة -رضي الله عنها- امرأةً حازمةً وقويةً وذكيةً، ومن المواقف التي يظهر فيها ذلك عندما سألها أخوها عديّ عن النبيّ وما رأته من معاملته، فقالت له دون تردّد: "أَرَى وَاللهِ أَنْ نَلْحَقَ بِهِ سَرِيعًا"، فكان ذلك سبباً في إسلام أخيها.[٦]
قصة عتق النبيّ لسفانة
اشتُهر في كتب السّير قصة سفانة بنت حاتم في السبي، حيث بعث النبيّ -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في سريّةٍ فيها 150 رجلاً من الأنصار لهدم الفُلْس؛ وهو صنم قبيلة طيء، فذهبوا إلى ذلك المكان وهدموا الصنم ورجعوا ومعهم سبايا.[٧]
وكان من ضمن السبايا سفانة بنت حاتم، وكان أخوها عديّ قد فرّ لما سمع بقدوم الصحابي علي -رضي الله عنه-، وعندما مرّ النبيّ استنجدت به وقالت: "هلك الوالد وغاب الوافد، فامنن علينا منّ الله عليك"، فسألها النبيّ عن الوافد، فقالت: عدي، وبقيت تُكلّم النبيّ حتّى خلّى سبيلها.[٨]
وقد رأت من النبيّ -صلى الله عليه وسلم- معاملةً كريمة، فلم يمنّ عليها بإعتاقها فحسب، بل أعطاها كِسوة ونفقة، وأمر أن تُردّ إلى مكانها آمنة مطمئنة،[٩] وقد أخرج هذه القصة العديد من أهل العلم والسِّيَر، ومنهم: الطبراني، وابن كثير، وابن الأثير، وغيرهم، وقيل إنّ في إسنادها راوياً غير معروف.[١٠]
إسلام سفانة بنت حاتم
لمّا رأت السيدة سفانة بنت حاتم حسن معاملة النبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم- أسلمت وحسُن إسلامها، وكانت -رضي الله عنها- سبباً في إسلام أخيها عديّ أيضاً، إذْ لمّا وصلت بمأمنٍ إلى أخيها عديّ سألها: "ما ترين في هذا الرجل"؟ فأخبرته بالإسراع واللّحاق به، وحدّثته عمّا رأته من حسن أخلاقه، فذهبا إلى النبيّ الكريم وأسلما على يديه.[١١]
المراجع[+]
- ↑ السهيلي، الروض الأنف، صفحة 477، جزء 7.
- ↑ السهيلي، الروض الأنف، صفحة 451، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ "حاتم الطائي .. كريم العرب"، الإسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 1/12/2022. بتصرّف.
- ↑ أحمد زكي صفوت، جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة، صفحة 169. بتصرّف.
- ↑ محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 493.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة لأبي نعيم، صفحة 3362، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ "سرية طيِّئ"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/12/2022. بتصرّف.
- ↑ المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 46، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة لأبي نعيم، صفحة 3362، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 180، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ محمد الخضري، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 216. بتصرّف.