لماذا لحم الإبل ينقض الوضوء

لماذا لحم الإبل ينقض الوضوء
لماذا-لحم-الإبل-ينقض-الوضوء/

آراء العلماء حول الوضوء من لحم الإبل

ما الأدلة التي استند إليها العلماء في وجوب الوضوء من لحم الإبل أو عدمه؟

لا ينقض الوضوء

ذهب جمهور العلماء من المالكية والحنفية والصحيح منالمذهب الشافعي، على أن لحم الإبل لا ينقض الوضوء، وقال بهذا القول: عدد من الصحابة منهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبيّ بن كعب، وأبو طلحة، وأبو الدرداء، وابن عباس رضي الله عنهم، جمهور التابعين، وذلك استنادًا لعدة أدلة منها:[١]


  • ما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الوضوءُ ممَّا خرج لا ممَّا دخل".[٢] وقد أشار بعض أهل العلم إلى ضعف هذا الحديث، وقد أيدوا رأيهم بحديث آخر روي عنجابر بن عبدالله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "كان آخرُ الأمرَينِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تركُ الوضوءِ مما مستِ النارُ".[٣]


وزاد الماوردي على ذلك بقوله أنَّ الدليل الذي استدل عليه العلماء الذين قالوا بنقض الوضوء ووجوب إعادة الوضوء عند إرادة الصلاة وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توضَّئوا من لحومِ الإبلِ ولا توضَّئوا من لحومِ الغنمِ"،[٤][٥] فإنَّه محمولٌ على الاستحباب والإرشاد لا على الوجوب.[٦]


ينقض الوضوء

ذهب الحنابلة، والشافعية في القديم؛ على أن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء، نيئًا كان أو مطبوخًا، عالمًا به أم جاهلًا، وقال بهذا القول: إسحاق بن راهويه، ويحيى بن يحيى، وابن خزيمة، وابن المنذر، والنووي، والبيهقي، ومن الصحابة: زيد بن ثابت، وابن عمر، وأبو طلحة، وكذلك أبو موسى الأشعري؛ رضي الله عنهم، وذلك استنادَا إلى عدة أدلة، منها:[٧]

  • "سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عَن لُحومِ الإبلِ، فقالَ: توضَّأوا مِنها وسُئلَ عن لُحومِ الغَنَمِ، فقالَ: لا يَتوضَّأُ مِنها".[٨]
  • "توضَّئوا من لحومِ الإبلِ ولا توضَّئوا من لحومِ الغنمِ".[٤]


ووجه استدلالهم في ذلك أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بالوضوء من أكل لحوم الإبل، والأمر يقتضي الوجوب، ولا يجوز الخروج عن أن ظاهر الأمر الوجوب، إلا بوجود قرينة تصرف الأمر للاستحباب.[٩]


حكم أكل لحم الإبل ناسيًا عند القائلين بنقضه للوضوء

هل تُقبل صلاة من نسي أن يتوضأ بعد لحم الإبل؟

من أكل لحم الإبل وصلّى دون وضوء، ناسيًا أنه قد أكل لحم أكل أبل، فذهب العلماء القائلين بنقض لحم الإبل للوضوء إلى أنَّ صلاته غير مقبولة وعليه الوضوء وإعادة الصلاة، فالله أعلم.[١٠]


حكم أكل لحم الإبل ظانًا أنه لحم غنم عند القائلين بنقضه للوضوء

ماذا يفعل المسلم إذا شكَّ أَّن لحم الغنم الذي أكله لحم إبل؟

إذا أكل لحم غنم وتشكك في ذلك، وصلى ما عليه، فلا يلزمه الوقوف عند ذلك، أما إذا علم وتأكد أنه لحم إبل فيترتب عليه إعادة الصلاة إذا صلى، أو تجديد الوضوء للصلاة.[١١]

المراجع[+]

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 42. بتصرّف.
  2. رواه ابن عثيمين ، في الشرح الممتع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1/304، ضعيف.
  3. رواه الطحاوي، في شرح معاني الآثار، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1/67، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن البراء بن العازب، الصفحة أو الرقم:2/406، حديث صحيح وله طرق .
  5. المتقي الهندي، كنز العمال، صفحة 332. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة جامعة أم القرى، صفحة 199. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 43. بتصرّف.
  8. رواه موفق الدين ابن قدامة، في المغني، عن البراء بن العازب، الصفحة أو الرقم:1/251، حديث صحيح.
  9. مجموعة من المؤلفين، مجلة جامعة ام القرى، صفحة 185. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1478. بتصرّف.
  11. ابن عثيمين، نور على الدرب، صفحة 2. بتصرّف.