شعر بدوي حزين

شعر بدوي حزين
شعر-بدوي-حزين/

قصيدة: غرام أحباب

يقول الشاعر الكويتي حامد زيد واصفًا لوعة الفراق بعد الوصل بين الأحباب:

على ذاكَ الطِّرِيقَ اللي يسمُّونَه غرام أحبابْ

وطَت رِجلِي على دَربَه ولا أدري وِشْ نوى فيني

تِبعتَه لآخر دروبَه.. ألِيْن أنّ القمر قد غابْ

تِعَب قَلبي، ولا تِعبَت مسافاتٍ تِوَدِّينِي

لقيتْ الليلةَ الجردا: هَدْب وظِل وسِما وأعشاب

بعد ذاكَ الظّلام اللي يِتوِّهنِي عَناويني

صدفتِكْ مُعجبه فيني ويا لِيت.. الغَرَام: إعجاب

وتراكْ أنتِ الهنوف اللي هَقِيتِك تِستحقّينِي

عطيتِك عشق من قلبي.. وسلَّمت لغلاك رقاب

وغيرِك يحتِرِق قَلبَه ولا يِقدَر يحاكيني

أنا قبلِك صِدَفت عيون لكن ويش جاب لجاب؟

ترى كلّ العُيون اللي لِقَتنِي ما تِكفّيني

رُمَاني حظِّي العاثِر عليكْ وجِيت لِك طَلّاب

ولا أنتِ اللي عِشَقتيني ولا أنتِ اللي عِتَقتِيني

تَعالَي واعتِقِي ذاكَ الخفوق المولّع المرتاب

مَهَب لَاجلِي، عشان الله يِجازيكْ ويجازيني

تَعدّي في سِما عِشقي ولو عِشقي خراب أصحاب

وصوني بالهوى نفسك قبل لا أنتِ تصونيني

وشِيلِيني على متنِك: خفوقٍ بارٍ مِنصَاب

ومِن فوق الغرام العذب.. شيليني وحُطّيني

ولامِنِّك هِقِيتِيني شجاعٍ وما يطيق يهاب

أنا لِك بالهوى والله مثل ما أنتِ هقيتيني

أنا ما أمشي ورا غيرِك ولو أنّه يطقّ الباب

وترى عيبٍ عليّ أطعن.. ولو كِثرَت سِكاكيني

زهودٍ ما يِطيق الدم لا داين ولا طَلّاب

شجاعٍ وعارفٍ نفسي وأظن أنِّك تِعرفيني

غيورٍ ما عَرَفت أضحك مع الغدر ببرود أعصاب

أبيع عيوني الثنتين قبل أنّك تِخونيني

إذا شَدَّ الغرام.. أترك خفوقي بين ناب وناب

لِفَرقَه تَكسر ضلوعي.. ولا عِشقٍ يوطّيني

أنا رجلٍ ولِي غِيره.. وإذا شفت الهوى كذاب

تثور بقلبي الفَزعه ولا تهدى شياطيني

سؤالك لو يزَعزَع بي كياني ما قبلت عْتَاب

أجي لِك وأسالِك نفس السؤال اللي سألتيني

عن العشق القديم أبواب.. تقفّيها كِثير أبواب

بعد ذاك الحبيب اللي خَدَعني وانخَدَع فيني

أبي عِشق تَحسب له كل نظرات العيون حساب

وابي قَلبٍ علي قلبي، وابي دِينٍ على ديني

وابي نَظرِة عطا توفّي ولا تخلّف بدون أسباب

وابي منّك قبل لا أنتِ تصدّيني.. تودّيني

وابي دربٍ على العذال صَعبٍ ومُتعبٍ وغلاب

وابي نفس الطّريق الصّعب يبعدهم ويدنيني

ترى لُو للقلوب عيون ولدْمُوع العُيون أهداب

حشى ما تِنزِل الدّمعه لِغيرك لو تِركتِيني

أنا أوّل مَن عرف قدرك وأنا تَوِّي صِغِيرٍ وشاب

وابي منّك ما دام أنّك عرفتيني تحِبّيني

ما دام أنّي لقيتِك في طريق اسمه غرام أحباب

دِخِيْلَ الله، وبَعدَ الله دِخِيلِك.. لا تِخلّيني

ما دام أنْ كلْ مَن يَحيَا على وجه التْرَاب تْرَاب

عسى تِنسانِي الدنيا مادام انتِ ذِكَرتِينِي[١]

قصيدة: الأماكن

لم يُذكر اسم مؤلّف هذه القصيدة، وقد غنّاها أوّل مرّة المطرب السعودي محمد عبده، وتقول القصيدة:

الأماكِن كُلّها مِشتاقة لَك
والعيون اللي انرسَم فيها خيالََك
والحنينِ اللي سَرَى برُوحي وجَالَك
ما هو بس آنَا حبيبي
الأماكن كُلّها مِشتَاقَة لَك
كُلّ شَي حُولِي يذكرني بشَي
حتى صوتي وضِحكتِي لَك فيها شَي
لو تِغيب الدِّنيا عمرَك ما تِغيب
شوف حالي آه من تَطري عَلَي
الأماكن كُلّها مِشتَاقَة لَك
المشاعر في غيابَك.. ذاب فيها كُلِّ صوت
والليالي من عذابَك.. عذَّبَت فيني السُّكوت
وصِرِت خايف لا تِجِيني
لحظة يِذبَل فيها قَلبي
وكلّ أوراقي تِمُوت
آه لو تَدرِي حبيبي
كيف أيّامِي بِدُونَك
تِسرِق العُمر وتِفُوت
الأمان وين الأمان
وأنا قلبي مِن رَحَلت
ما عَرَفْ طَعم الأمان
ليه كل ما جيت إسأل هالمكان
اسمع الماضي يِقُول:
ما هو بس آنا حبيبي
الأماكن كُلّها مِشتَاقَة لَك
الأماكن اللي مرّيت إنتَ فيها
عايشه بروحي وأبِيهَا
بس لكن ما لِقِيتَك
جيت قبل العِطر يِبْرَدْ
قَبْلِ حتى يذوب في صمت الكلام.. وأحتريتَك
كِنتَ اظنّ الريحْ جابَت.. عِطرَك يسلِّم عَلَي
كِنتَ اظنّ الشوق جابَك.. تِجلِس بجنبي شِوَي
كنت اظنّ.. وكنت اظنّ
وخاب ظَنِّي
وما بِقَى بالعُمرِ شَي.. وأحتريتك
الأماكن كُلّها مِشتَاقَة لَك[٢]

قصيدة: السفينة

يقول الشاعر الكويتي حامد زيد، واصفًا ألم الفِراق وحال المحب بعدما تركته محبوبته:

ضاقَت وْسَاعَ الفَيافِي والوَعد مِتْنَ السفينه

للطّريق اللي دَعَانِي بعد امانَ الله وامانه

لا تِناديني وصُوني قلبِكْ الله لا يِهِينَه

لا يِراهِن في رُجُوعي لَاجلِ ما يِخسَر رِهانه

قلبْ ما حَنْ لوِصَالِي ماني بحَاجِة حَنِينَه

وأشهد إنَّه ما يعزِّر بالرّفيع إلّا هوانه

الهوى الغدارْ حدّ الله ما بِينِي وبيْنَه

والرّجل لا خِيرِ فِيه إن ما حِفَظ قَدرَه وصَانه

يومِ قلبي ما عَصاكْ وما قِدَرتِي تَذبَحينَه

ليه خنتِ فيه وانتِ معه من نَفسَ الدّيانه

كان ذبحي بيَدِّك أرحم لي من اللي تفعَلِينَه

وإن طَلَبتِك تَذبَحيني ما ذِبحتِيني لعانه

كل جرحٍ من جُروحي تذكرينه.. تَنكِرينَه

كَن مالِك في نزيفَه يَد خانت بالأمانه

ينزِف الخافِق تُواضُع لين لطّخت جبينه

والّا أنا ما كنت أبيْها تُوصَل لحد الإهانه

قلت من باب الميانه صاحبِك وتعذبينه

لعنَ ابُوك إرخِي معاي شوَي ما صارت ميانه

طعت عَقلِك يوم قِيل إنّ العقل للبنت زينه

لكن الشَّرهَه عَليّ اللي كنتَ أحسب إنّك تِكانه

من بعد ما كنتِ أنتِ في حشاي أغلى سجينه

بَوعدِك بَطلِق سراحِك واتّهمينِي بالإدانه

وين رايح؟ لأيّ دربٍ ما يِرجّع للمدينه

ليه رايح؟ لانّ قلبِك ما تِرَك قلبي وشانه

كيف أبنسى؟ ربّي اللي مِلهِم القَلب السِّكينه

مثل ما عانَه بقُربِك لا نُوى فَرقَاك عانَه

كان قاسي يِجرَح أطراف السِّكاكين السِّنِينه

ما يِطِيح وبنتٍ مِثلِك حُبّها هَزَّت كَيانه

وإلّا أنا خابِر خَفُوقي ما يِمد إلّا الثمينه

وإن بَغى يغيض الثريّا قعّد القمره وزانه

مزعّلٍ لاجلِك هَنُوفٍ رجَّت عقولٍ رِزِينه

وإن تِهادَت بالطِّريق الجَرهدي تَزهِر جِنانه

جادلٍ كَن الجمال قْبَالها كتّف يِدِينه

والقُمر لو شاورَتْ لَه يِنزَح وتُقعُد مُكانه

كانت أوّل مِن تِحكَّم في فروع الياسمينه

وإن تَعَدّتهن تِثَنّن خَيزَرَانه.. خَيزَرَانه

بِعتَهَا لاجلِك وصَارَت لاصْغَر اطرَافِك رَهينَه

وإلّا هي لفتة هَدبْها تِغمرِك ثِقْل ورَزَانه

والخَفُوق اللي تِغذّى مِن مَعَزّة والِدِيْنَه

مشكلتَه إنّه تَعلَّق في زَمَن ما هُو زَمَانَه

كل ما زادت جِرَاحَه واكْتَشَف غَلطِة ضِنِينَه

صدِّقِيه إن قال ما بَه شخصِ يستَاهِل حَنَانَه

يُوم نادَى يا فْلَانَه ما رِضِيتِ تَسمَعِينه

لين صوّت يا فلانه يا فلانه يا فلانه

كِنتَ اشوفِك زعفرانه تَقرِض الورد وتِدِينه

يمكن انّي ما قِطفتِك بس أشوفِك زعفرانه

كنت اهاب البُعد عنِّك وأطلْبك لا تَذكِرينه

كان خوفٍ من الفْرَاق وخَطوة الفِرقه جبانه

وما اقتنعت إنّ الخِيانه للرَّجِل تَلوي يمينه

لين ما ربي بعثك وذِقِت من طَعم الخيانه

اسمحي لي ما بقى فيني مكانٍ تَطعَنينه

واقبَلِي من جُوْفِ قلبي كل عطفه وامتنانه

والله الله في عذابك بتركِك عينك بعينه

دلليه ولا يردَّه عن شقاكْ إلا لِسانه

والّا أنا قررت أسافر وأمتطي ظهر السفينه

لأن ما بَه شَيّ واحد يَستحق أقعد عشانه

قصيدة: يا رفيف الماء

يقول الشاعر فهد المساعد واصفًا ألم العاشق المخدوع الذي تمنّى لو أنّه لم يعشق:

يا رفيفَ الماء.. وفَجرَ العيد.. وأحزان المُوَانِي

يا أكثر أهلَ الأرض طيبِةْ قَلب.. واسرارٍ دِفِينه

المكان اللي هِنا.. مليان ضِحكاتْ وأغاني

والكلامَ اللي بِغيتَ أقول يحتاج لـ سِكِينَه

شوفي الركن البعيد هناك.. كَنّه صدر حاني

هذا هو اللي يليق بـ شاعرٍ وبنتٍ حزينه

انسِي الشارع وعتمات الزُّوايا والمباني

هاتي يِدِينِك نلفّ الغيم ونشكّل مِدِينه

عندي الليله كلامْ وصمتْ.. واخافَ الثّواني

تِظلمَه.. أو تِظلِم اللي فيه كم ضاعَت سِنِينَه

اذكريني لا انتهَت للشمس رحله مع نهار

واذكريني لا صَحا للصّبح ورْدَ الياسَمين

واذكريني لا لِمَحتِي في ليالي البَرد نارْ

واذكريني لا سِمَعتي للمَطَر صُوتٍ حَزِين

يا نجدْ صباحَك مثلْ عقد الألماس

اللي في نَحر بِنت عَجرَم تِشِيلَه

البرد برد المشاعر والاحساس

والّا الجو يدفّيك براد الزنجبيله

وين ابَلْقَاك يا شَهدَ الحُرُوف

لين يرضَى علَيْ عَذبْ اللّما

جيت للشِّعر وأتعَبنِي الوقوف

عند بابَه وبِي جُوعٍ وضما

ما ذَبَح لي مصابِيحْ وطْيُوف

ولا سقاني الكواكب في السما

إن سألني حبيبي والكفوف

تَضرِب الغيم والاشعار ما

عن قِصِيدي تَذَكّرتْ الظّروف

قلت شِعري نسيته انّما

ليتني قبل اشوفِكْ ما أشوف

وليْتْ قَلبي قبل حُبّك عَمَا


لقراءة المزيد من الأشعار، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شعر بدوي عن الفراق.

المراجع[+]

  1. "غرام أحباب .. حامد زيد"، بوابة الشعراء، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
  2. "غنَّاها محمد عبده لابنه بعد وفاته، فأصبحت أيقونة في العالم العربي.. قصة «الأماكن كلها مشتاقة لك»"، عربي بوست، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.