شعر المعتمد بن عباد

شعر المعتمد بن عباد

محتويات

شعر-المعتمد-بن-عباد/

قصيدة: أنا في الحب مغرم مستنيل

أنا في الحُبِّ مُغرَمٌ مُستَنيلُ

كُلَّ نَيلٍ أَنالُهُ لي قَليلُ

لي جُثمانُ مَن يَظُنُّ صَحيحًا

وَفُؤادي مِنَ الغَرامِ عَليلُ

ليَ ذِهنٌ مِثلَ الحُسامِ صَقيلُ

هُوَ مِن كَثرَةِ التَجَنّي فَليلُ[١]

قصيدة: يا قمرًا أَصبح لي مالكا

يا قَمَرًا أَصبَحَ لي مالِكا

لا تَترُكَنّي هَكَذا هالِكا

وَفَلذَةَ الكبدِ الَّتي ضَمَّها

مَبيتُها الدهرَ بأوحالكا

رَقَّ عَلى قَلبِ العَميدِ الَّذي

يَوَدُّ أَن يَجري عَلى بالكِا

حسنت في خَلق وَخُلقٍ فَلِم

رَضيتَ بِالقُبحِ لِأَفعالِكا[٢]

قصيدة: يا هلالًا إِذا بدا لي تجلت

يا هَلالًا إِذا بَدا لي تَجَلّت

عَن فُؤادي دُجُنَّة الكُرُباتِ

وَغَزالًا لِمُقلَتَيهِ بِقَلبي

فَتَكاتٌ كَأَنَّها فَتَكاتي

تِهتَ إِذ حُزتَ بِالوِصال وَبالهَجـ

ـرِ حَياتي تَمَلُّكًا وَمَماتي

فَتَرَفَّق بِمُدنَفٍ أَنتَ مِنهُ

في سَواد القُلوب وَالحَدَقاتِ

أَنا أَخشى عَلَيكَ يا ساكِنَ القَلـ

ـبِ المُمَلّى بِالصَدِّ مِن نَغَراتي[٣]

قصيدة: يا درة قلبي بها مفتون

يا دُرَّة قَلبي بِها مَفتونُ

يَسخو وَإِن سُئِلَ السَلوَ ضَنينُ

اللَهُ يَعلَمُ أَنَّ قَلبي مُغرَمٌ

مَن كانَ ذا صَبرٍ فَلَيسَ يَكونُ

أَو أَنَّ مَن يَشري رِضاكَ بِفَوزِهِ

بِالخُلدِ قُلنا إِنَّهُ المَغبونُ[٤]

قصيدة: حرم النوم علينا ورقد

حرَّمَ النَومَ عَلَينا وَرَقَد

وَاِبتَلانا بِهَواهُ ثُمَّ صَدْ

يا هِلالًا حُسنَ خدّ يا رَشا

غُنجَ لَحظٍ يا قَضيبًا لينَ قَدْ

بِوادي لَكَ بِالشَوق الَّذي

في فُؤادي لا تدَعني لِلكَمدْ

لَستُ أَرضى عَن زَماني أَو أَرى

مِنكَ حُسنًا لا أَراهُ مِن أَحَدْ

قصيدة: أغائبة الشخص عن ناظري

أَغائِبَةَ الشَخصِ عَن ناظِري

وَحاضِرَةً في صَميمِ الفُؤادِ

عَلَيكِ السَلامُ بِقَدرِ الشُجون

وَدَمع الشُؤونِ وَقَدرِ السُهادِ

تملكتِ مِنّي صَعبَ المَرامي

وَصادَفتِ ودّي سَهلَ القيادِ

مُراديَ لُقياكِ في كُلِّ حين

فَيا لَيتَ أَنّي أَعطى مُرادي

أَقيمي عَلى العهدِ ما بَينَنا

وَلا تَستَحيلي لِطولِ البِعادِ

دسَستُ اِسمَكِ الحُلوَ في طيّ شِعري

وَألّفتُ فيهِ حُروفَ اِعتِمادِ[٣]

قصيدة: يا قاتل الصب ولا واق

يا قاتِلَ الصَبّ وَلا واقِ

لا تَرضَ بِاللَهِ بِإِنفاقي

عَيناكَ قَد قادَت إِليَّ الرَدى

فالقَلبُ يَحتاجُ إِلى راقِ

لَولاكَ وَالرَحمَنُ ما كُنتُ مَن

يُحسَبُ في جُملَةِ عُشّاقِ

قَد لَدَعَت صَدغاك قَلبي فَهَل

تَنعَمُ لِلَّذعِ بِدرياقِ[٥]

قصيدة: يا صفوتي من البشر

يا صَفوَتي مِنَ البَشَرِ

يا كَوكَبًا بَل يا قَمَرْ

أَيا غُصنا إِذا مَشى

يا رَشا إِذا نَظَرْ

يا نَفس الرَوضَة قَد

هَبَّت لَها ريحُ سَحَرْ

يا رَبةَ اللحظِ الَّذي

شَدَّ وثاقًا إِذ فَتَرْ

مَتى أُداوي يا فَدا

كِ السمع مِنّي وَالبَصَرْ

ما بِفُؤادي من جَوىً

بِما بِفيك من خصَرْ[٣]

قصيدة: غصن من التبر فوقه ورق

غُصنٌ مِن التِبرِ فَوقَهُ وَرَقُ

كَأَنَّهُ الصُبحُ تَحتَهُ شَفَقُ

يا أَبدَعَ الناسِ في مَحاسِنِهِ

رِقَّ عَلى مَن أَذابَهُ ألأرَقُ

مَدَدتُ كَفّي رَجاءَ رأفَتِكُم

لا تَترِكوني يَنالُني الغَرَقُ

بَحرُ دُموعي مُغرِقٌ جَسَدي

تَدارَكوا مُهجَتي وَبي رَمَقُ[٦]

قصيدة: ألا حي أوطاني بشلب أبا بكر

ألا حيّ أَوطاني بِشِلبٍ أَبا بَكرٍ

وَسَلهُنّ هَل عَهدُ الوِصال كَما أَدري

وَسَلِّم عَلى قَصر الشَراجيب عَن فَتىً

لَهُ أَبَدًا شَوقٌ إِلى ذَلِكَ القَصرِ

مَنازِلُ آسادٍ وَبِيضِ نَواعِمٍ

فَناهيكَ من غيل وَناهيك مِن خِدرِ

وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أَنعَمُ جُنحَها

بِمُخْصَبَة الأَرداف مُجدَبَة الخَصرِ

وَبيضٍ وَسُمرٍ فاعِلاتٌ بِمُهجَتي

فِعال الصِفاح البيضِ وَالأسلِ السُمرِ

وَلَيلٍ بِسُدّ النَهر لَهوًا قَطَعتُهُ

بِذات سِوارٍ مِثلَ مُنعَطَفِ البَدرِ

نَضَت بُردَها عَن غُصنِ بان مُنَعَّمٍ

نَضيرٍ كَما اِنشَقّ الكِمامُ عَن الزَهرِ

وَبانَت تُسقيني المُدامِ بِلَحظها

فَمِن كأسِها حينا وَحينا مِن الثَغرِ

وَتُطربُني أَوتارُها وَكأَنَّني

سَمِعتُ بِأَوتار الطُلى نَغَمَ البُترِ[٣]

قصيدة: للّهِ در الحب ماذا يصنع

لِلَّهِ دَرُّ الحُبِّ ماذا يَصنَعُ

يَعنو لَهُ مَلِكُ الزَمانِ وَيَخضَعُ

لِلحُبِّ سُلطانٌ عَظيمٌ شانُهُ

مَهما يَقُل قَولًا فَقَلبي يَسمَعُ

إِن يغرِ بِالهِجرانِ مالِكُ مُهجَتي

أُقبِل إِلَيهِ بِحالَتي أَتَضَرَّعُ

ماذا اِنتَفَعتُ بِحالَتي عِندَ الهَوى

حالُ الهَوى أَبَداً أَجَلُّ وَأَرفَعُ[٧]

قصيدة: يا غرة تسخر بالبدر

يا غُرَّةً تَسخَرُ بِالبَدرِ

وَمُقلَةً تَنفُثُ بِالسِحرِ

وَمَبسَمًّا نُظِّم مِن جَوهَرٍ

وَماؤُهُ مِن أَعطَرِ الخَمرِ

وَمَنطَقا أَثبَتَ مِن سِحرِهِ

أَحَرَّ في قَلبي مِنَ الجَمرِ

وَشادِنا تَيَّمني شَخصُهُ

وَوَكَّلَ الأَجفانَ بِالسَهرِ

تاجِر بي اللَهَ تَفُز بِالرِضى

وَتَربَحِ الجَنَّةَ في التَجرِ[٨]

قصيدة: القلب قد لج فما يقصر

القَلبُ قَد لجَّ فَما يُقصَرُ

وَالوَجدُ قَد جَلّ فَما يُستَرُ

وَالدَمعُ جارٍ قَطرهُ وابِلٌ

وَالجِسمُ بالٍ ثَوبُهُ أَصفَرُ

هَذا وَمَن أعشَقُهُ واصِلٌ

كَيفَ بِهِ لَو أَنَّهُ يَهجُر

لَكِن عَدَتني نائِباتُ النَوى

في دَوحِهِ وَالشادنُ الأَحوَرُ

وَالكَوكَبُ الوَقّاد تَحتَ الدُجى

في أُفقهِ وَالقَمَرُ الأَزهَرُ

وَالنَرجِسُ الفَوّاح غَبَّ النَدى

في رَوضهِ وَالمَندَلُ الأَذفَرُ

قَد خُبِّرَت عَنّيَ أَنّي امرؤٌ

فيهِ شُحوبٌ وَظَنّي يَظهَرُ

فَأَبدِتِ الإشفاقَ مِن حالَتي

وَمِثلُ ما تُبديهِ ما تُضمرُ

واِستفهمت إِن كُنتُ ذا علةٍ

أَو ذا اِشتياقٍ نارُهُ تُسعَرُ

سيدتي لَم تُنصِفي عاشِقًا

أَضحى كَما أَخَبرَكِ المُخبِرُ

إِذ قُلتُ هَل مِن أَلَمٍ طائِفٍ

ما بِكِ أَو شوقٌ فَما تَصبُرُ

ظَلَمتِ بالشك هَوايَ الَّذي

يَعرِفُهُ الغُيّبُ وَالحَضَّرُ

وَاللَهِ ما سُقميَ إِلّا هَوىً

كُلَّ هَوىً في جَنبِهِ يَصغُرُ

غيّرَ جِسمي فاِعلَمي أَنَّني

أَرومُ لُقياكِ وَلا أَقدِرُ

فاِستَغفِري اللَهَ مِن الظلمِ لي

فَإِنَّ مَن يَظلم يَستَغفِرُ[٣]

قصيدة: دارى الغرام ورام أن يتكتما

دارىَ الغَرامَ وَرامَ أَن يَتَكَتَّما

وَأَبى لِسانُ دُموعِهِ فَتَكَلَّما

رَحَلوا وَأَخفى وَجدَهُ فَأَذاعَهُ

ماءُ الشُجون مُصرّحا وَمجمجما

وَسايَرَتُهُم وَاللَيلُ غُفلٌ ثَوبُهُ

حَتّى تَراءى لِلنَواظِرِ مَعلما

فَوَقفتُ ثَمَّ محيّراً وَتسلّبت

مِني يَدُ الاصباحِ تِلكَ الأُنجُما[٩]

قصيدة: بركت تلوح وفي الفؤاد بلابل

بَرَكت تَلوحُ وَفي الفُؤاد بَلابِلُ

سفَهًا وَهَل يُثني الحَليمَ الجاهِلُ

يا هَذِهِ كفِّي فَإِنّي عاشِقٌ

مَن لا يَرُدُّ هَوايَ عَنها عاذِلُ

حُبّ اعتِمادٍ في الجَوانِحِ ساكِنٌ

لا القَلبُ ضاقَ بِهِ وَلا هُوَ راحِلُ

يا ظَبيَةً سَلَبَت فُؤادَ مُحَمدٍ

أَوَ لَم يُرَوّعكِ الهَزبرُ الباسِلُ

مَن شَكَّ أَنّي هائِمٌ بِكِ مُغرَمٌ

فَعَلى هَواكِ لَهُ عليّ دَلائِلُ

لَونٌ كَسَتهُ صُفرَةٌ وَمَدامِعٌ

هَطَلَت سَحائِبُها وَجِسمٌ ناحِلُ[١٠]

قصيدة: يطول علي الدهر إن لم ألاقها

يطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها

وَيَقصُرُ إِن لاقَيتُها أَطوَلُ الدَهرِ

لَها غُرَّةٌ كالبَدرِ عِندَ تَمامِهِ

وَصَدغا عَبيرٍ نَمَّقا صَفحَةَ البَدرِ

وَقَدٌّ كَمِثلِ الغُصنِ مالَت بِهِ الصَبا

يَكادُ لِفَرطِ اللينِ يَنقَدُّ في الخَصرِ

وَمَشيٌ كَما جاءَت تَهادى غَمامَة

وَلَفظٌ كَما اِنحَلَّ النِظامُ عَنِ الدُرّ[١١]

قصيدة: لج الفؤاد فما عسى أن يصنعا

لَجّ الفُؤادُ فَما عَسى أَن يَصنَعا

وَلَقَد نُصحتُ فَلَم أَرِد أَن أَسمَعا

أَسفي أَوَدُّ وَلا أَوَدُّ وَأغتَدي

وَأَروحُ أحفَظُ عَهدَ مَن قَد ضَيَّعا

ما كانَ ظَنّي أن أَجودَ بِمُهجَتي

حُبّا وَأقنَعَ بِالسَلامِ فأمنَعا

يا هاجرينَ قَد اشتَفَيتُم فارفَقوا

وَهَبوا لِعَثرَةِ عاشِقٍ لَكُم لعا

رُدّوا بِرَدِّكُمُ السَلامَ حُشاشَةً

لَم تَبقَ لَولا أَنَّ فيكُمُ مَطمَعا[٣]

قصيدة: أدار النوى كم طال فيك تلددي

أَدارَ النَوى كَم طال فيك تَلَدُّدي

وَكَم عُقتِني عَن دارِ أهيَفَ أَغيدِ

حَلَفتُ بِهِ لَو قَد تَعَرَّضَ دونَهُ

كُماةُ الأَعادي في النَسيج المُسردِ

لَجَرّدتُ لِلضَربِ المُهَنَّدَ فاِنقَضى

مُرادي وَعَز ما مِثلَ حَدّ المُهَنَّدِ

فَما حَلَّ خِلٌّ مِن فُؤادِ خَليلِه

مَحَلَّ اِعتِمادٍ مِن فُؤادِ مُحَمَّدِ

وَلَكِنَّها الأَقدارُ تُردي بِلا ظُبى

وَتُصمي بِلا قَتل وَتَرمي بِلا يَدِ[٣]

قصيدة: أباح لطيفي طيفها في الكرى الخد

أَباحَ لِطَيفي طَيفُها في الكَرى الخَدّ

فَعَضَّ بِهِ تُفاحَةً وَاِجتَنى وَردا

وَألمَتني ثَغرًا شَمَمتُ نَسيمهُ

فَخُيِّلَ لي أَنّي شَمَمتُ بِهِ نَدّا

وَلَو قَدَرَت زارَت عَلى حال يَقظَةٍ

وَلَكِن حِجابُ البَينِ ما بَينَنا مُدّا

أَما وَجَدَت عَنّا الشؤونُ مُعَرَّجا

وَلا وَجَدَت مِنّا خُطوبُ النَوى بُدّا

سَقى اللَهُ صَوبَ القَطر أَمَّ عُبَيدَةٍ

كَما قَد سَقَت قَلبي عَلى حَرِّه بَردا

هيَ الظَبيُ جيدًا وَالغَزالَةُ مُقلَةً

وَرَوضُ الرُبى فَوحًا وَغُصن الَّتي قَدّا[١٢]

قصيدة: عرفت عرف الصبا إِذ هب عاطره

عَرَفتُ عَرفَ الصَبا إِذ هَبَّ عاطِرُهُ

مِن أُفقِ مَن أَنا في قَلبي أُشاطِرُهُ

أَرادَ تَجديد ذِكراهُ عَلى شَحَطٍ

وَما تَيَقَّنَ أَنّي الدَهرَ ذاكِرُهُ

يَنأى المَزارُ بِهِ وَالدارُ دانيَةٌ

يا حَبَّذا الفالُ لَو صَحَّت زَواجِرُهُ

ذُخري أَبا الجَيشِ هَل يُقضى اللِقاءُ لَنا

فَيَشتَفي مِنكَ جَفنٌ أَنتَ ناظِرُهُ

قُصارُهُ قَيصَرٌ إِن قامَ مُفتَخِرًا

لِلَّهِ أَوَّلُهُ مَجدٌ وَآخِرُهُ[١٣]

قصيدة: بِبيضِ الهِند والأسل الحداد

بِبيضِ الهِندِ وَالأَسَلِ الحِدادِ

أُرَجّى أَن يَتِمَّ ليَ مُرادي

فَأبلُغُ بُغيَتي وَأُريحُ نَفسي

وَتُحمَدُ حالَتي في كُلِّ نادِ

فَمَعنى الدَهرِ في قَتلِ الأَعادي

وَحَسمِ رِقابِهِم في كُلِّ وادِ

فَذاكَ الفَرضُ وَالرَحمَن عِندي

كَمِثلِ الفَرضِ في حالِ الجِهادِ[١٤]

قصيدة: أترى اللقاء كما نحب يوفق

أَتُرى اللِقاءَ كَما نُحِبُّ يُوَفَّقُ

فَنَظَلُ نُصبِحُ بِالسُرورِ وَنَغبَقُ

حَتّامَ تُمطِلُني اللَيالي قُربَ مَن

قَلبي لَهُ مُتَشَوِّفٌ مُتَشَوِّقُ

مَلِكٌ أَغَرُّ أَغارُ أَن تَحظى بِهِ

لِسوايَ أَلحاظٌ وَلَحظي مُملَقُ

أَفدي أَبا الجَيشِ المُوَفَّقَ إِنَّهُ

لَلمَكرُماتِ مُيَسَّرُ وَمُوَفَّقُ

باهى بِهِ الزَمانَ البهيُّ كَأَنَّهُ

نَشرٌ عَلى وَجهِ الزَمانِ وَرَونَقُ

مَلكٌ إِذا فُهنا بِطيبِ ثَنائِهِ

ظَلَّت بِهِ أَفواهُنا تَتَمَطَّقُ

حَسبُ الرِئاسَةِ أَن غَدَت مزدَانَةً

بِسَناه فَهوَ التاجُ وَهيَ المفرقُ[١٥]

قصيدة: عن القصد قد جاروا وما جرت عن قصد

عَنِ القَصدِ قَد جاروا وَما جُرتُ عَن قَصدِ

إِذا خَفيَت طُرقُ الفَرائِسِ عَن أُسدِ

إِذا اِعتَرَضوا لِلبُخلِ أَعرَضتُ عَنهُم

وَإِن مَنَّ أَقوامٌ كَتَمتُ الَّذي أُسدي

فَلِّلَهِ ما أُخفي مِنَ العدلِ وَالنَدى

وَلِلَّهِ ما أُبدي مِنَ الفَضلِ وَالمَجدِ

وَلا أَلتَقي ضَيفي بِغَيرِ بَشاشَةٍ

إِذَن فَجَحَدتُ اللَه خَيرَهُ عِندي[١٦]

قصيدة: أنام وما قلبي عن المجد نائم

أَنامُ وَما قَلبي عَنِ المَجدِ نائِمُ

وَإِنَّ فُؤادي بِالمَعالي لَهائِمُ

وَإِن قَعُدَت بي عِلَّةٌ عَن طِلابِها

فَإِنَّ اِجتِهادي في الطِلابِ لَقائِمُ

يَعِزُّ عَلى نَفسي إِذ رُمتُ راحَةً

بِراحٍ فَتُثنيني الطِباعُ الكَرائِمُ

وَأَسهَرُ لَيلي مُفكرًا غَيرَ طاعِمٍ

وَغَيري عَلى العِلّاتِ شَبعانُ نائِمُ

يُنادي اِجتِهادي إِن أَحَسَّ بِفَترَةٍ

أَلا أَينَ يا عَبّادُ تِلكَ العَزائِمُ

فَتَهتَزُّ آمالي وَتَقوى عَزائِمي

وَتُذَكِرُني لذَاتِهُنَّ الهَزائِمُ[١٧]

قصيدة: لقد حصلت يا رنده

لقَد حُصِّلتِ يا رُندَهْ

فَصِرتِ لِمُلكِنا عِقدَهْ

أَفادَتناكِ أَرماحٌ

وَأسيافٌ لَها حِدَّهْ

وَأَجنادٌ أَشِدَّاءٌ

إِلَيهِم تَنتَهي الشِدَّهْ

غَدَوتُ يرَونني مَولى

لَهُم وَأَراهُمُ عدَّهْ

سأفني مُدَّةَ الأَعدا

ءِ إِن طالَت بيَ المُدَّهْ

وَتَبلى بي ضَلالَتُهُم

لِيَزدادَ الهُدى جِدَّهْ

فَكَم مِن عُدَّةٍ قَتَلـ

ـتُ مِنهُم بَعدَها عُدَّهْ

نَظَمتُ رُؤُوسَهُم عِقدًا

فَحَلَّت لَبَّةَ السُدَّهْ[١٨]

قصيدة: لعمرك إني بالمدامة قوال

لعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ

وَإِنّي لِما يَهوى النُدامى لَفَعّالُ

وَإِنّيَ لِلخِلِّ الخَليلِ لَناعِشُ

وَإِنّيَ لِلقَتلِ المُناوي لَقَتّالُ

قَسَمتُ زَماني بَينَ كَدٍّ وَراحَةٍ

فَلِلرأيِ أَسحارٌ وَلِلطّيبِ آصالُ

فَأُمسي عَلى اللَذاتِ وَاللَهوِ عاكِفًا

وَأُضحي بِساحاتِ الرِئاسَةِ أَختالُ

وَلَستُ عَلى الإِدمانِ أُغفِلُ بُغيَتي

مِنَ المَجدِ إِنّي في المَعالي لَمُحتالُ

إِذا نامَ أَقوامُ عَنشِ المَجدِ ضَلَّةً

أُسَهِّرُ عَيني أَن تَنامَ بي الحالُ

وَإِن راقَ أَقوامًا مِنَ الناس منطِقٌ

يرُقْ أَبَدًا مني مَقالٌ وَأَفعالُ[١٩]

قصيدة: ينادون قلبي والغرام يجيب

يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ

وَلِلقَلبِ في حين النِداءِ وَجيبُ

مَشوقٌ دَعاهُ الشَوقُ وَالوَجدُ وَالهَوى

يُجيبُ نِداءَ الحُبِّ وَهوَ نَجيبُ

يُقاسي فُؤادي الوَجدَ وَالحُبَّ واصِلٌ

فَكَيفَ تَراهُ إِن جَفاهُ حَبيبُ

إِذا أخَطأَ الأَحبابُ تَرتيبَ حالِهِم

فَإِنَّ فُؤادي دائما لَيُصيبُ

عَليمٌ بِأَسرار الغَرامِ لأَنَّهُ

بَصيرٌ بِأدواء الحِسانِ طَبيبُ

يُواصِلُني سِرّا وَيُصرِمُ ظاهِرًا

وَذَلِكَ مِن أَفعالِهِنَّ عَجيبُ[٢٠]

قصيدة: لقد بسط الله المكارم من كفي

لَقَد بَسَطَ اللَهُ المَكارِمَ مِن كَفّي

فَلَستُ عَلى العلاّت مِنها أَخا كَفِّ

تُنادي بُيوتُ المالِ مِن فرطِ بَذلِها

يمينيَ قَد أَصرَفتِ ظالِمتي كُفّي

أَتُغري يَميني بِالسَماحِ فَتَنهَمي

وَلا تَرتَضي خِلّا يَقولُ لَها يَكفي

لَعَمرُكَ ما الإِسرافُ في طَبيعَةٍ

وَلَكِنَّ طَبعَ البُخلِ عِنديَ كالحَتفِ[٢١]

قصيدة: ألام وما لومي على الحب واجب

أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ

وَقَد صادَني طَرفٌ كَحيلٌ وَحاجِبُ

أَتُحجَبُ عَنّي وَالفؤادُ يُحِبُّها

لَقَد عَزَّ مَحجوبٌ تَمَنَّاهُ حاجِبُ

أَرومُ فُؤادي في الغَرامِ لِيَنثَني

وَكَيفَ وَما دونَ الأَبيَّةِ حاجِبُ[٢٢]

قصيدة: إني على إلفتي للسهد والكمد

إِنّي عَلى إِلفَتي لِلسُهدِ وَالكَمَدِ

أَدعوكَ يا مُضنيَ الأَجسامِ بالسُهُدِ

قَطَّعتَ قَلبي الَّذي أَعطاكَ جَوهَرَهُ

إِنّي وَهَبتُكَ مَحضَ النَفسِ وَالكَبِدِ

يا دُرَّةً لَم تَلُح في كَفِّ غائِصِها

إِلّا أَهَلَّ إِلَيها آخِر الأَبَدِ

قَلبي بِكَفِّكَ لا أَرجو الفَكاك لَهُ

مِثل الفَريسَةِ حَلَّت في يَدَي أَسَدِ[٢٣]

قصيدة: كلام كمثل الدر تنثره نثرًا

كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثرًا

وَوَصلٌ كَظِلِّ الرَوض تُعطيكَهُ نَزرا

وَلَو لَم تَشُب وَصلي بِهَجرٍ لَخِلتَني

أُشافِهُ مِنها الشَمسَ أَو أَلثُمُ البَدرا[٢٤]

المراجع[+]

  1. "أنا في الحب مغرم مستنيل"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  2. "يا قمرا أصبح لي مالكا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ أحمد أحمد بدوي، حمد عبدالمجيد، ديوان المعتمد بن عبّاد ملك اشبيلية، صفحة 4.
  4. "يا درة قلبي بها مفتون"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  5. "يا قاتل الصب ولا واق"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  6. "غصن من التبر فوقه ورق"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  7. "لله در الحب ماذا يصنع"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  8. "يا غرة تسخر بالبدر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  9. "دارى الغرام ورام أن يتكتما"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  10. "بَرَكت تَلوحُ وَفي الفُؤاد بَلابِلُ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  11. "يطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  12. "أباح لطيفي طيفها في الكرى الخد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  13. "عَرَفتُ عَرفَ الصَبا إِذ هَبَّ عاطِرُهُ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  14. "بِبيضِ الهِندِ وَالأَسَلِ الحِدادِ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  15. "أَتُرى اللِقاءَ كَما نُحِبُّ يُوَفَّقُ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  16. "عَنِ القَصدِ قَد جاروا وَما جُرتُ عَن قَصدِ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  17. "أَنامُ وَما قَلبي عَنِ المَجدِ نائِمُ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  18. "لقَد حُصِّلتِ يا رُندَهْ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  19. "لعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  20. "يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  21. "لَقَد بَسَطَ اللَهُ المَكارِمَ مِن كَفّي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  22. "أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  23. "إِنّي عَلى إِلفَتي لِلسُهدِ وَالكَمَدِ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.
  24. "كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثراً"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م.