محتويات
إرهاصات حدثت وقت ولادة النبي
لا يخفى على أهل العلم إطلاق لفظ الإرهاصات: على خوارق العادات التي حدثت قبل بعثة النبي الكريم،[١] وقد ذكر علماء السير عدّة إرهاصات حدثت حين ولادته منها ما هو ثابت بالدليل الصحيح، وبعضها ورد بإسناد ضعيف، وسنبيّنها فيما يأتي:
خروج نور أضاء الشام
ولد النبي الكريم في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول،[٢] ويوم ولادته رأت أمه نوراً يخرج منها يُضيء قصور الشام، وثبت عن النبي الكريم أنّه قال: (إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبِشارةُ عيسى، ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ).[٣][٤]
ولادته رافعاً بصره نحو السماء
ورد في صحيح ابن حبان عن حليمة مرضعة النبي الكريم وصف آمنة بنت وهب لحمل وولادة النبي الكريم: (إنِّي حمَلْتُ به فلم أحمِلْ حَملًا قطُّ كان أخَفَّ علَيَّ ولا أعظَمَ بركةً منه ثمَّ رأَيْتُ نورًا كأنَّه شِهابٌ خرَج منِّي حينَ وضَعْتُه أضاءتْ لي أعناقُ الإبلِ ببُصْرَى ثمَّ وضَعْتُه فما وقَع كما يقَعُ الصِّبيانُ وقَع واضعًا يدَه بالأرضِ رافعًا رأسَه إلى السَّماءِ، دعاه والحَقا بشأنِكما).[٥]
ظهور نجم أحمد
ذكر بعض أهل السير في كتب السيرة النبوية ظهور نجم أحمد في السماء يوم مولد النبي الكريم، حيث ذكر ابن هشام في كتابه حديثاً بسند حسن عن حسان بن ثابت -رضي الله عنه- أنّه قال: "وَاَللَّهِ إنِّي لَغُلَامٌ يَفَعَةٌ، ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانٍ، أَعْقِلُ كُلَّ مَا سَمِعْتُ، إذْ سَمِعْتُ يَهُودِيًّا يَصْرُخُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ عَلَى أَطَمَةٍ بِيَثْرِبَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودِ، حَتَّى إذَا اجْتَمَعُوا إلَيْهِ، قَالُوا لَهُ: وَيلك مَالك؟ قَالَ: طَلَعَ اللَّيْلَةَ نَجْمُ أَحْمَدِ الَّذِي وُلِدَ بِهِ".[٦][٢]
ذكر علامات أخرى
ذكر أهل السير في كتبهم بعض العلامات المشهور حدوثها يوم مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنّ هذه العلامات لم تُذكر بطريق صحيح في السنة النبوية، وضعّف بعض أهل العلم رواياتها، ومن هذه الإرهاصات ما يأتي:[٢]
- ارتجاج إيوان كسرى يوم مولد النبي الكريم.
- هبوط أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى.
- انطفاء النار التي كانت تعبدها المجوس.
- انهدام المعابد التي كانت حول بحيرة ساوة وغوص البحيرة كليا.
وذكر الشيخ الغزالي أنّ هذه العلامات لم تثبت بطريق صحيح، وإنما بطرق ضعيفة، ومولد النبي الأمين في غنى عن كل هذه العلامات، فمولده كان بشارة بإنهاء وزوال الظلم وانشار العدل والخير والسلام.[٢]
وذكر ابن القيم ثلاثة آراء فيما يخص ختان النبي الكريم؛ حيث ذهب بعض العلماء إلى القول بأنّ النبي الأمين وُلد مختوناً، وقدّ ضعّف ابن القيم جميع الروايات التي ذكرت ذلك، وأضاف أنّ الختان قد يرمز للنقص إذا نزل المولود مختوناً، والنبي الأمين منزهٌ عن ذلك.[٧]
المراجع[+]
- ↑ "ما الفرق بين الإرهاص والمعجزة؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 70- 75.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم:6404، أخرجه في صحيحه.
- ↑ صالح المغامسي، شرح المدائح النبوية، صفحة 9، جزء 14. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن حليمة، الصفحة أو الرقم: 6335، أخرجه في صحيحه.
- ↑ ابن هشام، سيرة ابن هشام، صفحة 159، جزء 1.
- ↑ محمد المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 186، جزء 9. بتصرّف.