محتويات

- اقرأ أيضاً
- حكم التسمية باسم مروان
- ما هي آداب الإسلام
الحكمة من تشريع الزكاة في الإسلام
شرع الله -تعالى- الزّكاة لحِكمٍ عظيمة، منها ما هو ظاهر في النصوص الشرعية، ومنها ما يمكن استشرافه بالنّظر في المعاني السّامية لرسالة الإسلام وتشريعاته، وهذه الحِكم منها ما يتعلّق بالفرد، ومنها ما يتعلّق بالمجتمع، وبيان ذلك فيما يأتي:
الحِكم التشريعية للزكاة بالنسبة للفرد
لعلّ من أهمّ الحِكم التشريعية للزكاة بالنسبة للفرد ما يأتي:
- الامتثال لأمر الله واختبار صدق الإيمان
يمكن القول أنّ تشريع الزكاة يحمل مقصد امتثال العبد لأوامر الله -سبحانه-، ويختبر المرء من خلاله صدق انتمائه لدين الله، قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا).[١]
والقيام بها على الوجه الذي أراده الله أداءٌ لركنٍ عظيمٍ من أركان الإسلام الخمسة،[٢]قال -تعالى-: (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).[٣]
- تطهير العبد من الشّح والبخل، وتعويده على التّخلّص من سيطرة حبّ المال في النّفس، وتدريبه على التّحرّر من الأنانية والإفراط في حبّ الذات على حساب الآخرين،[٤] وفي هذا يقول المولى -سبحانه-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا).[٥]
الحِكم التشريعية للزكاة بالنسبة للمجتمع
لا شكّ أنّ المجتمع وأفراده لهم حظٌّ وافرٌ في مقاصد تشريع الزكاة، ومن ذلك:
- ترسيخ رابط العقيدة كأساس لوحدة المجتمع
حيث إنّ أبناء المجتمع المسلم أسرة واحدة يجمعهم رابط العقيدة والتوحيد، مصداقاً لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).[٦]
- تحقيق التكافل الاجتماعي
حيث يتحقّق بها سدّ حاجات الفقراء والمحتاجين؛ فهي كالجسر المتين والحبل المكين الذي يربطهم بإخوانهم الأغنياء، فتصفو نفوسهم، وتطيب خواطرهم، وتُقضى حاجاتهم.[٧]
- تحقيق الأمن المجتمعي
سدّ حاجات الفقراء والمعسرين في المجتمع يسهم بقوةٍ في تحقيق الأمن المجتمعي، ويحفظ لأبنائه الاستقرار النفسي، ويمنع حدوث الجرائم الماليّة كالسرقات والنهب وغيرها، وهذا من شأنه أنْ يعين أفراد المجتمع على أنْ يؤدّي كلٌّ منهم دورَه في الحياة، عمارةً للأرض وعبادةً لله -تعالى-.
ماذا يستفيد العبد من أداء الزكاة؟ إليك الجواب
الزكاة تعود على صاحبها بالنّفع في الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا يحمي ماله من حسد الحاسدين وطمع الطامعين، ويُبارك الله له في ماله مصداقاً لقوله -تعالى-: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)،[٨] قال الكلبي: "ما تصدقتم مِنْ صَدَقَةٍ وَأَنْفَقْتُمْ فِي الْخَيْرِ مِنْ نَفَقَةٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ عَلَى الْمُنْفِقِ، إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ".[٩]
ولمّا كانت الزّكاة بذل للمحبوب -المال- من أجل محبوبٍ أجلّ وأعظم منه، وهو رضا الله -تعالى-؛ كان جزاء أدائها الجنّة؛[١٠] ففي الآخرة يتنعّم المزكّي بعظيم الأجر والثواب، ويبارك الله -تعالى- في حسناته، ويجبر خاطره بدخول الجنّة كما جَبَرَ خواطر المحتاجين وسدَّ حاجة الفقراء في الدنيا، قال -سبحانه-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).[١١]
المراجع[+]
- ↑ سورة الأحزاب، آية:36
- ↑ "ما الحكمة من تشريع الزكاة؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:11
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 229، جزء 23. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:103
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:2586، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 232، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة سبأ، آية:39
- ↑ البغوي، تفسير البغوي، صفحة 683، جزء 3.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 232، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:274