النوم
النّوم هو حالة ذهنيّة وجسديّة متكرّرة بشكلٍ طبيعيّ، وتتميّز بالوعي المتغيّر، والنشاط الحسيّ المثبّط نسبيًا، وانخفاض نشاط العضلات وتثبيط كل العضلات التطوعية تقريبًا أثناء النوم السريع لحركة العين وانخفاض التفاعلات مع المناطق المحيطة، وفي هذه الحالة يتميّز الجسم بانخفاض القدرة على التفاعل مع المنبّهات، ولكنه أكثر تفاعلاً مقارنة بالغيبوبة أو اضطرابات الوعي، ويحدث النوم في فترات متكررة، وإنّ وضع النوم هذا له العديد من الجوانب الأخرى، بما في ذلك الشلل الظاهري للجسم، وإحدى السمات المعروفة للنوم هي الحلم، وهي تجربة يتم سردُها عادة في شكل قصّة، والتي تشبه الحياة في الاستيقاظ لكنها تحصل أثناء النوم، ويمكن تمييزها لاحقًا على أنها خياليّة، ويحصل أثناء النوم أن تكون معظم أجهزة الجسم في حالة بناء، ممّا يساعد على استعادة الجهاز المناعي وكذلك الجهاز العصبي والهيكل العظمي والعضلي، هذه العمليات الحيوية تحافظ على المزاج والذاكرة والوظيفة المعرفيّة، وتلعب دورًا كبيرًا في وظيفة الغدد الصمّاء والجهاز المناعيّ.[١]
أسباب الحاجة إلى النوم من منظور نفسي
النوم هو سلوك أساسيّ في كل مكان في مملكة الحيوان، وهو ضروري لدعم الصحة البدنية، وأهميته عند البشر تكمن في الحفاظ على الوظيفة المعرفية، وبالرغم من أنّه يؤثّر على جميع أنظمة الجسم، إلا أنّه مهمّ بشكل خاصّ للدماغ، إذ يمكن تمييز النوم عادة باستخدام مقاييس النشاط الكهربائي للدماغ، ويخضع النوم لتغيرات يمكن التنبؤ بها طوال العمر، مع حدوث تغييرات جذرية ملحوظة أثناء فترة المراهقة ومرحلة الشيخوخة، وبالإضافة إلى التغيرات الطبيعية في مراحل النمو، يعاني أكثر من ثلث الأفراد البالغين من شكل من أشكال الأرق بشكل منتظم، وهناك الكثير من الدراسات التي تتناول الآثار العصبية والنفسية العصبية للنوم لدى المراهقين وكبار السن، والذين يعانون من الأرق، ويسلط الضوء على علاقات النوم وبنية الدماغ ووظيفته، هناك سبب يجعل الجسم يميل إلى الشعور بالنعاس في الوقت نفسه تقريبًا كل ليلة، وفي حال لم يقم الإنسان بوضع منبه، فإنه يميل إلى الاستيقاظ في الوقت نفسه صباحًا، طالما أنه لا يسهر طوال الليل أو يسافر عبر عدة مناطق زمنية، إذ تميل أجساد البشر إلى اتباع أنماط نوم متّسقة، وهو أمر أساسي للحصول على نوم عالي الجودة ويفي احتياج الجسم، وتختلف جداول النوم من شخص لآخر، اعتمادًا إلى حد كبير على الإشارات البيئية التي تعطى للجسد [٢]، ويمكن إجمالًا تحديد عدة تفسيرات نظرية نفسية للنوم، وهي:[٣]
- الحماية: النوم يتجنّب التمارين المستمرّة أو التحفيز المفرط. إذ لا يحدث النوم لأنّ الأفراد مرهقون، ولكن لمنع الارهاق، وهذا الوصف لأسباب النوم كان في قلب نظرية بافلوف للتثبيط الوقائي والنوم.
- الحفاظ على الطاقة: ظهر هذا الوصف في الأبحاث النفسية العصبية، ضمن العلاقة التجريبيّة بين معدلات التمثيل الغذائي ووقت النوم الكلي، إذ تميل الحيوانات الصغيرة ذات التمثيل الغذائي المرتفع إلى الحصول على وقت نوم أعلى إجمالًا، وقد كان يُنظر إلى النوم على أنّه شكل من أشكال الراحة القسرية لتقليل متطلبات التمثيل الغذائي.
- الغريزية: يُنظر إلى النوم على أنه تعبير غريزي عن السلوك الفطري المستنبط من خلال المحفزات او المثيرات البيئية.
- التعافي: النوم فترة ضرورية للتعافي من حالة استنزاف الطاقة الجسدية النفسية، أو للتخلص من الضرر الحاصل أثناء الاستيقاظ، وقد أكدت هذه النظريات على التغيرات الداخلية للفرد.
- النظريات التكيفية: يعدّ النوم استجابات سلوكية تكيفية مرتبطة بالحيوانات المفترسة، ومتطلبات التغذية للأنواع الحية، وقد ركزت هذه النظريات على كمية النوم وطول مدة النوم وتوقيت النوم، وشددت على المحددات البيئية.
لم تكن هذه النظريات منفصلة، وتم دمجها ضمنيًا بشكل صريح بطرق مختلفة، على سبيل المثال، احتوت نظرية الحماية لبافلوف على مكون التعافي، ويمكن النظر إلى نظريات الحفاظ على الطاقة كشكل خاص لنظرية الحماية، وتم الجمع بين نظرية الغريزية مع أنموذج التعافي.
طرق لتنظيم النوم
تعمل الساعة اليومية الداخلية على تعزيز النوم يوميًا في الليل، وإن الأغراض والآليات المتنوعة للنوم هي موضوع بحث مستمر، وقد يعاني البشر من اضطرابات النوم المختلفة، بما في ذلك خلل النوم مثل الأرق، أو فرط النوم، أو الخدار، أو توقف التنفس أثناء النوم، وهناك أمراض نفسية مرتبطة بالنوم، مثل المشي أثناء النوم، واضطراب سلوك النوم لحركة العين السريعة؛ وصرير الاسنان أثناء النوم، واضطرابات النوم الإيقاعية اليومية.[٤]
وهناك عدة أساليب لتنظيم النوم، منها: ضمان غرفة نوم هادئة ومريحة، الحفاظ على درجة حرارة مريحة في غرفة النوم، الالتزم بجدول منتظم للنوم والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن ليس قبل النوم، التقليل من الكافيين والكحول والنيكوتين قبل 4 ساعات من النوم، إذ تؤثر المنشطات على قدرة الفرد على النوم، وتناول نظام غذائي متوازن، كذلك تجنب الأطعمة الحارة والوجبات الثقيلة قبل النوم، كذلك فإنّ الذهاب إلى الفراش جائعًا يمكن أن يتعارض أيضًا مع القدرة على النوم، وأخيرًا تطوير روتين النوم.[٥]
وقد أدى ظهور الضّوء الاصطناعي إلى تغيير كبير في توقيت النوم في البلدان الصناعية، وعلى الرّغم من أنّ العديد من الدراسات ربطت مشاكل النوم بأعراض بعض الاضطرابات النفسية، إلّا أن عددًا أقلّ من الدراسات فحص العلاقة بين النوم وأبعاد الصحة النفسية وكذلك الاكتئاب، وقد تمت دراسة عينة بعض الافراد حول عادات النوم وأعراض القلق والاكتئاب، فوجدت الدراسات أنّ الأفراد الذين ينامون لساعاتٍ معتدلة يبلغون عن أعراض أقل للاكتئاب والقلق، وعن مستويات أعلى من الإتقان الخاص بالبيئة، والنموّ الشخصي، والعلاقات الإيجابية مع الآخرين، وإيجابية الغرض في الحياة، وقبول الذات، بينما ظلّ الاختلاف بين الأفراد ذوي النوم المعتدل وغير المعتدل كبيرًا في أعراض الاكتئاب، والعلاقات الإيجابية مع الآخرين، والغرض في الحياة والقبول الذاتي.[٤]
وهناك الكثير من الآثار النفسية للحرمان من النوم، من أهمّها أن تأثير قلة النوم يكون على القدرة على اليقظة، وكذلك على تلبية الاحتياجات النفسية الأساسية للأفراد، وهما مصدران نفسيّان للصحّة العقليّة: ضبط وقت النوم من خلال عدم أخذ غفوة حتى إذا كان الشخص يشعر بالتعب، القيلولة قد تتعارض مع النوم ليلًا، كذلك عدم النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم؛ لأن ذلك لا يساعد في توفير جدول نوم فعال، حيث يجب على الشخص أن يكون صارمًا بشأن الالتزام بجدول نومه، ويجب تجنب التعرض للضوء قبل النوم، كذلك يجب تجنب الأكل أو ممارسة الرياضة قبل وقت النوم حيث يحرص على تناول الطعام مبكرًا، كما أنّ ممارسة الاسترخاء والتأمّل أمر ضروري لتجنب الأرق، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية اليومية، كما يجب تجنب الضجيج، وأن يكون الشخص مستريحًا وهادئًا، كل هذه الطرق تساعد في تنظيم وقت النوم بشكل كبير.[٤]
المراجع[+]
- ↑ "Sleep", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-05-26. Edited.
- ↑ "Sleep_and_the_Brain", www.researchgate.net, Retrieved 2020-05-26. Edited.
- ↑ "New_Hypothesis_and_Theory_about_Functions_of_Sleep_and_Dream", www.researchgate.net, Retrieved 2020-05-26. Edited.
- ^ أ ب ت "mpact_of_Partial_Sleep_Deprivation_on_Psychological_Functioning_Effects_on_Mindfulness_and_Basic_Psychological_Need_Satisfaction", www.researchgate.net, Retrieved 2020-05-26. Edited.
- ↑ "learn-to-improve-your-sleep.pdf", www.sydney.edu.au, Retrieved 2020-05-26. Edited.