محتويات
- ١ قصيدة: قرت عيون المجد والفخرِ
- ٢ قصيدة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم
- ٣ قصيدة: أعيذك من هجاء بعد مدح
- ٤ قصيدة: أحجابًا بعد المديح
- ٥ قصيدة: أمير الفخر والمجد التليد
- ٦ قصيدة: فتى إن أجد في مدحه
- ٧ قصيدة: أمن ازديارك في الدجى الرقباءُ
- ٨ قصيدة: إليك تناهى كل فخر وسؤددُ
- ٩ قصيدة: فخرتم باللواء وشر فخرٍ
- ١٠ قصيدة: فخر الورى حيدريّ
قصيدة: قرت عيون المجد والفخرِ
قال الشريف الرضي:[١]
قَرَّت عُيونُ المَجدِ وَالفَخرِ
- بِخِلعَةِ الشَمسِ عَلى البَدرِ
صَبَّت عَلى عِطفَيهِ أَطرافَها
- مُعلَمَةً بِالعِزِّ وَالنَصرِ
كَأَنَّها خِلعَةُ ثَوبِ الدُجى
- في عاتِقِ العَيّوقِ وَالنَسرِ
زَرَّ عَلَيهِ المَلكُ فَضفاضَها
- وَإِنَّما زَرَّ عَلى النَسرِ
خَطَوتَ فيها غَيرَ مُستَكبِرٍ
- خَطوَ السُها في خِلَعِ الفَجرِ
جاءَت عَوانًا مِن تَحِيّاتِهِ
- وَأَنتَ مِنها في عُلىً بِكرِ
فَكُلَّ يَومٍ أَنتَ في صَدرِهِ
- فارِسُ طِرفِ الحَمدِ وَالأَجرِ
تَغدو بِكَ الأَيّامُ نَهّاضَةً
- تَطلُعُ مِن مَجدٍ إِلى فَخرِ
فَاِنهَض فَلَو رُمتَ لَحاقَ العُلى
- صافَحتَ أَيدي الأَنجُمِ الزُهرِ
وَلَو زَجَرتَ المُزنَ عَن صَوبِهِ
- لَضَنَّتِ الأَقطارُ بِالقَطرِ
وَضَمَّتِ الأَنواءُ أَخلافَها
- كَما استَمَرَّ الماءُ في الغُدرِ
فَأَنتَ سِرٌ في ضَميرِ العُلى
- كَالعِقدِ بَينَ الجيدِ وَالنَحرِ
تَبَرَّجَت مِنكَ وُجوهُ المُنى
- مُرتَجَّةً في النائِلِ الغَمرِ
إِنَّكَ مِن قَومٍ إِذا استَلأَموا
- تَقَبَّلوا في البيضِ وَالسُّمرِ
وَقَطَّروا الخَيلَ بِفُرسانِها
- خارِجَةً عَن حَلقَةِ الخُضرِ
وَجاذَبوا الأَيّامَ أَثوابَها
- عَنها بِأَيدي النَهيِ وَالأَمرِ
مِن كُلِّ طَلقِ الوَجهِ سَهلِ الحَيا
- يَبسُمُ عَن أَخلاقِهِ الغُرِّ
مُقَدَّمٍ في القَومِ ما قَدَّمَت
- عَن ريشِها قادِمَةُ النِسرِ
رَيّانَ وَالأَيّامُ ظَمآنَةٌ
- مِنَ النَدى نَشوانَ بِالبِشرِ
لا يُمسِكُ العَذلُ يَدَيهِ وَلا
- تَأخُذُ مِنهُ سَورَةُ الخَمرِ
إِلَيكَ سَيَّرتُ بِها شامَةً
- واضِحَةً في غُرَّةِ الدَهرِ
شَدّا بِها العُترُفُ في جَوِّهِ
- وَارتاحَ طَيرُ الصُبحِ في الوِكرِ
أَبياتُها مِثلُ عُيونِ المَها
- مَطروفَةُ الأَلحاظِ بِالسِحرِ
جاءَت تُهَنّيكَ بِطَوقِ العُلى
- وَلَفظُها يَفتَرُّ عَن دُرِّ
فَاِسعَد أَبا سَعدٍ بِإِقبالِهِ
- فَالهَديُ مَجنوبٌ إِلى النَحرِ
ما هُوَ إِنعامٌ وَلَكِنَّهُ
- ما خَلَعَ الغَيثُ عَلى الزَهرِ
جاءَتكَ مِن قَبلي وَإِحسانُها
- يَقومُ لي عِندَكَ بِالعُذرِ
وَلَو أَجَبتُ الشَوقَ لَمّا دَعا
- جاءَكَ بي مِن قَبلِ أَن تَسري
قصيدة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم
قال أبو الطيب المتنبي:[٢]
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
- وَتَـأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
- وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
- وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
- وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضَراغِم
يُـفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمرًا سِلاحُه
- نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
- وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
- وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمام الغُرُّ قَبلَ نُزولِه
- فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
- وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
- وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِم
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
- عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
- وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعًا
- مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
- وَذا الطَعنُ أساسٌ لَها وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
- فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أَتوكَ يَجرّونَ الحَـديـدَ كَأَنَّهُم
- سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
إِذا بَـرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
- ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغربِ زَحفُهُ
- وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
تَجَمَّع فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ
- فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ
فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
- فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
تَقَطَّع مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
- وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
- كَأَنَّك في جَفنِ الرَّدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
- وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَـغرُكَ باسمُ
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
- إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً
- تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ
- وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
حَقَرتَ الرُدَينِياتِ حَتّى طَرَحتَهـا
- وَحَـتّى كَأَنَّ السيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
- مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ
- كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى
- وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
تَـظُـنُّ فِـراخُ الفتخِ أَنَّك زُرتَهـا
- بِأُماتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِـبِطونِها
- كَما تَتمَشى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ
- قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ
- وَقَد عرفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
وَقَـد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبـنِ صِهرِهِ
- وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى
- بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ
وَيَـفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّة فيهِمِ
- عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَـن جَهالَةٍ
- وَلَكِنَّ مَغنومًا نَجا مِنكَ غانِمُ
وَلَستَ مَليكًا هازِمًا لِنَظيرِهِ
- وَلَكِنَّك لِلشِركِ هازِمُ
تَـشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
- وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
- فَإِنَّك مُعطيهِ وَإِنِّي ناظِمُ
وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى
- فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ
عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ
- إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَدًا
- وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
هَنيئًا لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى
- وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّك سالِمُ
وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى
- وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ
قصيدة: أعيذك من هجاء بعد مدح
قال الشريف الرضيّ:[٣]
أُعِيذُكَ مِنْ هِجَاءٍ بَعْدَ مَدْحِ
- فعِذْني مِنْ قِتال بَعد صُلحِ
مَنَحْتك جُلّ أَشْعاري فلمّا
- ظَفِرتَ بِهنّ لَم أَظْفَر بِمَنْح
كبَا زَنْدِي بحَيْثُ رَجَوْتُ مِنْهُ
- مُسَاعَدة الضّياء فَخَاب قَدح
وكُنْت مُضافِري فَثلُمت سَيفِي
- وكُنت مُعَاضِدي فَقَصَفت رُمحِي
وكُنت مُمْنِعًا فذل دارِي
- دُخُولِك ذُلُّ ثَغر بعد فَتْح
فَيا ليثًا دَعَوْت به لِيَحْمي
- حِمَاي مِن العِدى فاجْتَاح سَرحي
وَيَا طِبًّا رَجَوْتُ صَلاحَ جِسْمي
- بكَفّيْهِ، فَزَادَ بَلاءَ جُرْحي
ويا قمرًا رجوت السير فيه
- فَلَثّمَهُ الدُّجَى عَنّي بِجِنْحِ
سأرمي العزم في ثغر الدياجي
- وأحدو العيش في سِلْم وطَلْح
لبِشرِ مُصَفَّقِ الأخْلاقِ عَذْبٍ
- وجودُ مُهذب النَشوَات سَمح
وَقُورٍ مَا استَخَفّتُهُ اللّيَالي
- وَلا خَدَعَتْهُ عَنْ جِدٍّ بِمَزْحِ
إذا ليلُ النّوائبِ مَدَّ باعًا
- ثَنَاهُ عَنْ عَزِيمَتِهِ بِصُبْحِ
وإنْ رَكَضَ السّؤال إلى نَدَاه
- تَتَبّعَ إثْرَ وَطْأتِهِ بِنُجْحِ
وَاصْرِفُ هِمّتي عَنْ كُلّ نِكْسٍ
- أمَلَّ عَلى الضّمَائِرِ كُلَّ بَرْحِ
يهَدّدُني بقُبحٍ بعدَ حُسن
- وَلَمْ أرَ غَيْرَ قُبْحٍ بَعْدَ قُبْحِ
قصيدة: أحجابًا بعد المديح
قال البحتري:
أَحِجابًا بَعدَ المَديحِ وَمَطلًا
- بَعدَ وَعدٍ مَن ذا بِهَذَينِ يَرضى
لَيسَ مِثلي عَلى الهَوانِ أَبا نَص
- رٍ وَلا الذُلِّ في المَواطِنِ أَغضى
أَجَعَلتَ الجَزاءَ لي مِن مَديحي
- كَ اِطِّراحًا وَغَفلَةً ما تُقَضّى
وَتَهاوَنتَ بي لَأَن صِرتَ بِاليُس
- رِ سَماءً وَصِرتُ بِالعُسرِ أَرضا
أَوَلَسَتَ الَّذي إانتَحَلتُ لَكَ الوُد
- دَ وَأَصفَيتُكَ المَحَبَّةَ مَحضا
يا كَثيرَ المِطالِ كَم وَإِلى كَم
- أَتَقاضاكَ مَوعِدًا لَيسَ يُقضى
كُلَّما سِرتُ في اِقتِضائِكَ مالي
- عَنَقًا سِرتَ في مِطالِكَ رَكضا
قَد حَطَطناكَ بَعضَ ما كانَ في الوَع
- دِ لَنا واجِبًا لِتُنجِزَ بَعضا
وَاقتَصَرنا عَلى الدَنانيرَ فَاجعَل
- ها لَنا نِحلَةً وَإِن شِئتَ قَرضا
وَثُغورٌ كَأَنَّها اللُؤلُؤُ الرَط
- بُ أَوِ الأُقحُوانُ يَهتَزُّ غَضّا
لا تَنَكَّرتُ في الوِصالِ وَإِن أَظ
- هَرتَ لي ظالِمًا جَفاءً وَبُغضا
قصيدة: أمير الفخر والمجد التليد
قال إبراهيم الأسود:
أميرُ الفَخرِ والمجدِ التّليدِ
- وفَرْد الدّهرِ من كرمٍ وجُودٍ
حَدِيث عِلاك للأفْوَاهِ طِيبٌ
- وللأَسْمَاعِ أَطربُ مِن نَشِيدٍ
وَلَو نَظَموه فِي سِمط لأغْنَى
- حِسان الغِيدِ عَن عِقدٍ فريدٍ
تَلَوه في الهُجُود عَليّ حَتّى
- نَعِمْتُ بِطِيبِه بَعْد الهُجُود
قصيدة: فتى إن أجد في مدحه
قال ابن الرومي:
فتىً إن أُجِد في مَدْحِه فَلِأَنَّني
- وَجَدْتُ مَجالًا فيهِ لِلقَول واسِعا
وإنْ لا أُجِد فِي مَدحه فِلأنني
- وثِقْتُ به حَتّى اخْتَصَرتُ الذّرائِعَا
ومَنْ يَتّكل لا يَحتَفل في ذَريعَةٍ
- ولا يَسعَ إلا خَافِض البَالِ وادِعَا
كَفَى طالبًا عرفًا إذا أمَّ أَهْله
- مِنَ المَدْح مَا أَعْفَى بِه الشِّعر طَائِعا
عَلى أنّه لَو زَارَهُم غَيرَ مَادِحٍ
- كِفِاه بِهم دون الشَوافِع شَافِعا
أبا حَسنٍ إن لا أكُن قُلتُ طائلًا
- فإني لمْ أُنهِض مِن الفِكرِ واقِعَا
مَدَحْتك مَدْح المُستَنيمِ إلى امْرئٍ
- كَرِيمٍ فقُلتُ الشّعر وَسْنانَ هاجِعا
وإن أكُ قَدْ أحْسَنْتُ فيه فإنّه
- بما أحْسَنَتْ قبلي يَداك الصَّنَائعا
فَعَلتَ فأبْدَعْتَ البَدائع فَاعِلًا
- فأبدعَ فيكَ القَائِلون البَدَائِعا
فَلا زِلْتَ تُسدي صالحًا وأُنيرُهُ
- فَتُحسنُ مَتْبوعًا وأُحسِن تَابِعَا
قصيدة: أمن ازديارك في الدجى الرقباءُ
قال أبو الطيب المتنبي:
أَمِنَ اِزدَيارَكِ في الدُجى الرُّقَباءُ
- إِذ حَيث أَنتِ مِنَ الظَلامِ ضِياءُ
قَلَقُ المَليحَةِ وَهيَ مِسكٌ هَتكُها
- وَمَسيرُها في اللَيلِ وَهيَ ذُكاءُ
أَسَفي عَلى أَسَفي الَّذي دَلَّهتِني
- عَن عِلمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفاءُ
وَشَكِيَّتي فَقدُ السَقامِ لِأَنَّهُ
- قَد كانَ لَمّا كانَ لي أَعضاءُ
مَثَّلتِ عَينَكِ في حَشاي جِراحَةً
- فَتَشابَها كِلتاهُما نَجلاءُ
نَفَذَت عَلَيَّ السابِرِيَّ وَرُبَّما
- تَندَقُّ فيهِ الصَعدَةُ السَمراءُ
أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت
- وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ
وَإِذا خَفيتُ عَلى الغَبِيِّ فَعاذِرٌ
- أَن لا تَراني مُقلَةٌ عَمياءُ
شِيَمُ اللَيالي أَن تُشَكِّكَ ناقَتي
- صَدري بِها أَفضى أَمِّ البَيداءُ
فَتَبيتُ تُسئِدُ مُسئِدًا في نَيِّها
- إِسادَها في المَهمَهِ الإِنضاءُ
أَنساعُها مَمغوطَةٌ وَخِفافُها
- مَنكوحَةٌ وَطَريقُها عَذراءُ
يَتَلَوَّنُ الخِرّيتُ مِن خَوفِ التَوى
- فيها كَما يَتَلَوَّنُ الحِرباءُ
بَيني وَبَينَ أَبي عَلِيٍّ مِثلُهُ
- شُمُّ الجِبالِ وَمِثلَهُنَّ رَجاءُ
وَعِقابُ لُبنانٍ وَكَيفَ بِقَطعِها
- وَهُوَ الشِتاءُ وَصَيفُهُنَّ شِتاءُ
لَبَسَ الثُلوجُ بِها عَلَيَّ مَسالِكي
- فَكَأَنَّها بِبَياضِها سَوداءُ
وَكَذا الكَريمُ إِذا أَقامَ بِبَلدَةٍ
- سالَ النُضارُ بِها وَقامَ الماءُ
جَمَدَ القِطارُ وَلَو رَأَتهُ كَما تَرى
- بُهِتَت فَلَم تَتَبَجَّسِ الأَنواءُ
في خَطِّهِ مِن كُلِّ قَلبٍ شَهوَةٌ
- حَتّى كَأَنَّ مِدادَهُ الأَهواءُ
وَلِكُلِّ عَينٍ قُرَّةٌ في قُربِهِ
- حَتّى كَأَنَّ مَغيبَهُ الأَقذاءُ
مَن يَهتَدي في الفِعلِ ما لا تَهتَدي
- في القَولِ حَتّى يَفعَلَ الشُعَراءُ
في كُلِّ يَومٍ لِلقَوافي جَولَةٌ
- في قَلبِهِ وَلِأُذنِهِ إِصغاءُ
وَإِغارَةٌ فيما اِحتَواهُ كَأَنَّما
- في كُلِّ بَيتٍ فَيلَقٌ شَهباءُ
مَن يَظلِمُ اللُؤَماءَ في تَكليفِهِم
- أَن يُصبِحوا وَهُمُ لَهُ أَكفاءُ
وَنَذيمُهُم وَبِهِم عَرَفنا فَضلَهُ
- وَبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشياءُ
مَن نَفعُهُ في أَن يُهاجَ وَضَرُّهُ
- في تَركِهِ لَو تَفطَنُ الأَعداءُ
فَالسَلمُ يَكسِرُ مِن جَناحَي مالِهِ
- بِنَوالِهِ ما تَجبُرُ الهَيجاءُ
يُعطي فَتُعطى مِن لُهى يَدِهِ اللُهى
- وَتُرى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ
مُتَفَرِّقُ الطَعمَينِ مُجتَمِعُ القُوى
- فَكَأَنَّهُ السَرّاءُ وَالضَرّاءُ
وَكَأَنَّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُ
- مُتَمَثِّلًا لِوُفودِهِ ما شاؤوا
يا أَيُّها المُجدى عَلَيهِ روحُهُ
- إِذ لَيسَ يَأتِيهِ لَها اِستِجداءُ
اِحمَد عُفاتَكَ لا فُجِعتَ بِفَقدِهِم
- فَلَتَركُ ما لَم يَأخُذوا إِعطاءُ
لا تَكثُرُ الأَمواتُ كَثرَةُ قِلَّةٍ
- إِلّا إِذا شَقِيَت بِكَ الأَحياءُ
وَالقَلبُ لا يَنشَقُّ عَمّا تَحتَهُ
- حَتّى تَحُلَّ بِهِ لَكَ الشَحناءُ
لَم تُسمَ يا هارونُ إِلّا بَعدَما اِق
- تَرَعَت وَنازَعَتِ اِسمَكَ الأَسماءُ
فَغَدَوتَ وَاِسمُكَ فيكَ غَيرُ مُشارِكٍ
- وَالناسُ فيما في يَدَيكَ سَواءُ
لَعَمَمتَ حَتّى المُدنُ مِنكَ مِلاءُ
- وَلَفُتَّ حَتّى ذا الثَناءُ لَفاءُ
وَلَجُدتَ حَتّى كِدتَ تَبخَلُ حائِلًا
- لِلمُنتَهى وَمِنَ السُرورِ بُكاءُ
أَبَدَأتَ شَيءً مِنكَ يُعرَفُ بَدؤُهُ
- وَأَعَدتَ حَتّى أُنكِرَ الإِبداءُ
فَالفَخرُ عَن تَقصيرِهِ بِكَ ناكِبٌ
- وَالمَجدُ مِن أَن تُستَزادَ بَراءُ
فَإِذا سُئِلتَ فَلا لِأَنَّكَ مُحوِجٌ
- وَإِذا كُتِمتَ وَشَت بِكَ الآلاءُ
وَإِذا مُدِحتَ فَلا لِتَكسِبَ رَفعَةً
- لِلشّاكِرينَ عَلى الإِلَهِ ثَناءُ
وَإِذا مُطِرتَ فَلا لِأَنَّكَ مُجدِبٌ
- يُسقى الخَصيبُ وَتُمطَرُ الدَأماءُ
لَم تَحكِ نائِلَكَ السَحابُ وَإِنَّما
- حُمَّت بِهِ فَصَبيبُها الرُحَضاءُ
لَم تَلقَ هَذا الوَجهَ شَمسُ نَهارِنا
- إِلّا بِوَجهٍ لَيسَ فيهِ حَياءُ
فَبِأَيِّما قَدَمٍ سَعَيتَ إِلى العُلا
- أُدُمُ الهِلالِ لِأَخمَصَيكَ حِذاءُ
وَلَكَ الزَمانُ مِنَ الزَمانِ وِقايَةٌ
- وَلَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ
لَو لَم تَكُن مِن ذا الوَرى الَّذي مِنكَ هو
- عَقِمَت بِمَولِدِ نَسلِها حَوّاءُ
قصيدة: إليك تناهى كل فخر وسؤددُ
قال أبو العلاء المعري:
إليكَ تَنَاهى كلُّ فَخْرٍ وسُؤدَدٍ
- فأبْلِ اللّيالي والأنامَ وجَدِّدِ
لجَدّكَ كان المَجْدُ ثمّ حَوَيْتُه
- ولابْنِكَ يُبْنَى منه أشرَفُ مَقْعدِ
ثلاثةُ أيّامٍ هيَ الدّهرُ كلّه
- وما هُنّ غيرَ الأمسِ واليومِ والغَدِ
وما البَدرُ إلاّ واحِدٌ غيرَ أنّه
- يَغِيبُ ويأتي بالضّياءِ المُجَدِّدِ
فلا تَحْسِبِ الأقْمارَ خَلْقًا كثيرةً
- فجُمْلتُها مِن نَيّرٍ مُتَرَدِّدِ
وللحَسَنِ الحُسْنى وإن جاد غيرُه
- فذلكَ جُودٌ ليس بالمُتَعَمَّدِ
له الجَوْهَرُ السّاري يُؤمِّمُ شخصَه
- يَجوبُ إليه مَحْتِدًا بَعْدَ مَحْتِدِ
ولو كتَموا أنسابَهُمْ لَعَزَتْهُمُ
- وُجُوهٌ وفِعلٌ شاهِدٌ كلَّ مَشهَدِ
وقدْ يُجْتَدى فضْلُ الغَمامِ وإنّما
- من البحرِ فيما يزعمُ الناسُ يَجتدي
ويَهْدي الدليلُ القوْمَ والليلُ مُظلِمٌ
- ولكنّه بالنّجمِ يَهْدي ويَهْتَدي
فيا أحلمَ السّاداتِ من غيرِ ذِلّةٍ
- ويا أجْوَدَ الأجْوادِ من غيرِ مَوْعِدِ
وَطِئْتَ صروفَ الدّهرِ وطْأةَ ثائرٍ
- فأتْلَفْتَ منها نَفْسَ ما لم تُصَفِّدِ
وعَلّمْتَهُ منكَ التّأنّي فانْثَنى
- إذا رامَ أمرًا رامَه بتأيُّدِ
وأثْقَلْتَه مِن أنْعُمٍ وعَوَارِفٍ
- فسَارَ بها سيرَ البَطِيءِ المُقيّدِ
ودانتْ لكَ الأيامُ بالرّغمِ وانْضَوَتْ
- إليك الليالي فارْمِ مَن شئتَ تُقْصِدِ
بسَبْعِ إماءٍ من زَعاوَةَ زُوّجَتْ
- من الرَومِ في نَعْماكَ سبْعةَ أعْبُدِ
ولولاكَ لم تُسْلَمْ أفامِيّةُ الرّدى
- وقد أبصَرَتْ مِن مِثْلِها مصرَعَ الرّدي
فأنْقَذْتَ منها مَعقِلًا هَضَبَاتُه
- تَلَفّعُ من نسْجِ السّحابِ وترْتَدي
وحِيدًا بثغْرِ المسْلِمينَ كأنّهُ
- بفِيهِ مُبَقَّى من نَواجِذِ أدْرَدِ
بأخضَرَ مثلِ البحرِ ليس اخضرارُه
- من الماء لكنْ من حديدٍ مُسَرَّدِ
كأنّ الأنُوقَ الخُرْسَ فوقَ غُبارِهِ
- طَوالِعُ شَيبٍ في مَفَارِقِ أسوَدِ
وليس قَضيبُ الهِندِ إلاّ كنابِتٍ
- من القَضْبِ في كفّ الهِدانِ المُعرِّدِ
متى أنا في رَكْبٍ يؤمّونَ مَنْزِلًا
- تَوَحّدَ من شخْصِ الشريفِ بأوْحَدِ
على شَدْقمِيّاتٍ كأنّ حُداتَها
- إذا عَرّسَ الرّكْبانُ شُرّابُ مُرقِدِ
تُلاحِظُ أعلامَ الفَلا بنَواظِرٍ
- كُحِلْنَ من الليلِ التّمامِ بإثْمدِ
وقد أذهبتْ أخفافَها الأرضُ والوَجَى
- دمًا وتَرَدّى فِضّةً كلُّ مُزْبِدِ
يُخَلْنَ سَمامًا في السماءِ إذا بدَتْ
- لهنّ على أيْنٍ سَماوَةُ مُورِدِ
تظُنّ به ذَوْبَ اللُّجَينِ فإنْ بدَتْ
- له الشمس أجرَتْ فوقَه ذَوْبَ عسجدِ
تَبيتُ النّجومُ الزُّهرُ في حُجُراتهِ
- شوارعَ مثل اللّؤلُؤِ المُتَبَدِّدِ
فأطْمَعْنَ في أشباحِهِنّ سواقِطا
- على الماء حتى كِدْنَ يُلقَطْنَ باليَدِ
فمَدّتْ إلى مثْلِ السّماءِ رقابَها
- وعَبّتْ قليلًا بينَ نَسْرٍ وفَرْقَدِ
وذُكّرْنَ من نَيْلِ الشّريفِ مَوارِدا
- فما نِلْنَ منه غيرَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ
ولاحتْ لها نارٌ يُشَبّ وَقودُها
- لأضْيافِهِ في كلّ غَوْرٍ وفَدْفَدِ
بخَرْقٍ يُطيلُ الجُنحُ فيه سُجودَه
- وللأرضِ زِيّ الراهِبِ المُتَعَبِّدِ
لو نَشَدَتْ نَعْشًا هناكَ بَناتُه
- لماتتْ ولم تَسْمَعْ لَه صَوْتَ مُنشِدِ
وتكْتُمُ فيهِ العاصِفاتُ نُفُوسَها
- فلو عَصَفَتْ بالنّبْتِ لم يَتَأوّدِ
ولم يَثْبُتِ القُطْبانِ فيهِ تحَيّرًا
- وما تلكَ إلاّ وقْفَةٌ عنْ تَبَلّدِ
فَمَرّتْ إذا غنّى الرّديفُ وقد وَنَتْ
- بذِكْراهُ زَفّتْ كالنّعامِ المُطَرَّدِ
يُحاذِرْنَ وَطْءَ البِيدِ حتى كأنّما
- يَطَأنَ برأسِ الحَزْنِ هامةَ أصْيَدِ
ويَنْفُرْنَ في الظّلْماءِ عن كلّ جدوَلٍ
- نِفَارَ جَبَانٍ عن حُسامٍ مُجَرَّدِ
تَطَاوَلَ عهْدُ الوارِدينَ بمائِهِ
- وعُطّلَ حتى صارَ كالصّارم الصّدي
إلى بَرَدَى حتى تظَلّ كأنّها
- وقد كَرَعَتْ فيه لَواثِمُ مِبْرَدِ
أرى المجدَ سيفًا والقَريضَ نِجادَه
- ولولا نِجادُ السّيْفِ لم يُتَقَلّدِ
وخيرُ حِمالاتِ السيوفِ حِمالَةٌ
- تَحَلّتْ بأبْكارِ الثّناءِ المُخَلَّدِ
وأعْرَضَ مِن دونِ اللّقاءِ قَبائِلٌ
- يَعُلّونَ خِرْصانَ الوَشيجِ المُقَصَّدِ
غُواةٌ إذا النّكباءُ حَفّتْ بيوتَهْم
- أقاموا لها الفُرْسانَ في كلّ مَرْصَدِ
يُطيعونَ أمرًا من غَوِيّ كأنّه
- على الدّهرِ سُلطانٌ يجُورُ ويَعتدي
إذا نَفَرَتْ من رَعْدِ غيثٍ سَوامُه
- سعَى نحْوَهُ بالمَشْرَفيّ المُهَنّدِ
وقد علمَتْ هذي البسيطةُ أنّها
- تُراثُكَ فلْتَشْرُفْ بذاك وتزْدَدِ
وإن شئتَ فازْعُمْ أنّ مَن فوقَ ظَهرِها
- عبيدُكَ واستَشْهِدْ إِلَهَكَ يَشْهَدِ
وذِكْرُكَ يُذْكي الشوْق في كلّ خاطِرٍ
- ولو أنّه في قَلْبِ صَمّاء جَلْمَدِ
قصيدة: فخرتم باللواء وشر فخرٍ
قال حسّان بن ثابت:
فَخَرتُم بِاللِواءِ وَشَرُّ فَخرٍ
- لِواءٌ حينَ رُدَّ إِلى صُؤابِ
جَعَلتُم فَخرَكُم فيهِ لِعَبدٍ
- مِنَ اِلأَمِ مَن يَطا عَفَرَ التُرابِ
حَسِبتُم وَالسَفيهُ أَخو ظُنونٍ
- وَذَلِكَ لَيسَ مِن أَمرِ الصَوابِ
بِأَنَّ لِقاءَنا إِذ حانَ يَومٌ
- بِمَكَّةَ بَيعُكُم حُمرَ الثِيابِ
أَقَرَّ العَينَ أَن عُصِبَت يَداهُ
- وَما إِن تُعصَبانِ عَلى خِضابِ
قصيدة: فخر الورى حيدريّ
قال ابن معتوق:
فَخرُ الوَرَى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ
- نَجمُ السُّهَى فَلَكِيَّاتٌ مَرَاتِبهُ
لَيثُ الثَّرَى قَبَسٌ تَهمِي أَنَامِلُهُ
- بَدرُ البَهَا أُفُقٌ تَبدُو كَوَاكِبُهُ
سَامِي الذَرَى صَاعِدٌ تُخشَى نَوَازِلُهُ
- طَودُ النُّهَى عِندَ بَيتِ المَالِ صَاحِبُهُ
طِبُّ القِرَى كَفُّ يُمنِ الدَّهرِ كَاهِلُهُ
- رَوضٌ زَهَا مَنهَلٌ طَابَت مَشَارِبُهُ
بَحرٌ جَرَى عَلقَمِيٌّ مُجَّ عَاسِلُهُ
- مُعطِي اللّهَى نَبَوِيَّاتٌ مَنَاقِبُهُ
مَقنَى الثَّرَى فَاضِلٌ عَمَّت فَوَاضِلُهُ
- دَهرٌ دَهَا قَدَرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ
لقراءة المزيد من الأشعار، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شعر عن عزة النفس.
المراجع[+]
- ↑ "قرت عيون المجد والفخر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26. بتصرّف.
- ↑ "عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26. بتصرّف.
- ↑ "قصيدة: أُعِيذُكَ مِنْ هِجَاءٍ بَعْدَ مَدْحِ"، ديوان: قاعدة بيانات الشعر العربى والمترجم والإقتباسات.، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26. بتصرّف.